في الوقت الذي طالب فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب من دول الاتحاد الأوروبي بزيادة وارداتهم من النفط والغاز الأميركي، تواجه دول الاتحاد انتهاء العقد الذي ينظّم تدفق الغاز عبر خط الأنابيب الممتد من روسيا إلى أوكرانيا في الأول من يناير 2025، إذ أجمع عدد من محللي قطاع الطاقة والغاز، على أنه قد يكون هناك مجال للاتحاد الأوروبي لشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في المستقبل.
وقال الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال الأسبوع الماضي، إنه سيفرض رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي إذا لم يشترِ المزيد من النفط والغاز الأميركيين، وهي أحدث تهديدات بالرسوم الجمركية التي قد تؤثّر في تجارة الطاقة العالمية.
وأضاف ترامب «لقد أخبرت الاتحاد الأوروبي بأنه يتعين عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال الشراء على نطاق واسع لنفطنا وغازنا.. وإلّا، فإن الرسوم الجمركية ستستمر».
وفقاً لبيانات شركة كوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز، تضاعفت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال الأميركي بأكثر من الضعف من عام 2021 إلى عام 2023، من نحو 22 مليون طن متري إلى ما يقرب من 58 مليون طن متري، وهو ما يمثل نحو 68 في المئة من أحجام الغاز الطبيعي المسال الأميركية المُسلّمة العام الماضي.
يقول أليكس فرولي محلل قطاع الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، لـCNN الاقتصادية، إن الاتحاد الأوروبي يشتري بالفعل الكثير من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، «قد تكون انخفضت الواردات قليلاً هذا العام، ولكنها تظل مرتفعة مقارنة بما كانت عليه قبل عام 2022، إذ استوردت دول الاتحاد الأوروبي (وبالتالي لا تشمل المملكة المتحدة / تركيا) نحو 46.0 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الأميركي عام 2023 ونحو 36.9 مليون طن حتى الآن عام 2024».
وأضاف فرولي، قد يكون هناك مجال للاتحاد الأوروبي لشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في المستقبل، “إذ قد يستخدم الاتحاد الأوروبي المزيد من الغاز الطبيعي المسال لاستبدال تدفقات خطوط الأنابيب الروسية المتبقية إلى أوروبا، والتي قد تنتهي هذا العام عندما تنتهي اتفاقية العبور، ما يعوّض ذلك عن انخفاض الإنتاج المحلي أو إذا كانت الأسعار منخفضة بدرجة كافية، دعم بعض التعافي في الطلب الصناعي في أوروبا، على الرغم من أن بعض الطلب المفقود منذ عام 2022 من غير المرجح أن يعود أبداً.
واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الغاز الطبيعي المسال الأميركي يمكن أن يساعد على استبدال واردات الكتلة التجارية من الغاز الطبيعي المسال الروسي.
وقالت فون دير لاين: «ما زلنا نحصل على الكثير من الغاز الطبيعي المسال عبر روسيا، من روسيا.. ولماذا لا نستبدله بالغاز الطبيعي المسال الأميركي، وهو أرخص بالنسبة لنا ويخفّض أسعار الطاقة لدينا».
ومن المتوقع أن يزداد اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأميركية خلال العام المقبل مع تعويض المنطقة عن الخسارة المتوقعة لحجم خطوط الأنابيب الروسية التي تمر عبر أوكرانيا من بداية عام 2025، حسب ما قال محللو كوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز.
وقال محللون إن أوروبا لديها أكبر تعرض من أي منطقة لشحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية قبل التعريفات المقترحة، لكن التأثير النهائي للتعريفات الأميركية في صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية لا يزال «غير مؤكد إلى حد كبير».
ويقول محلل قطاع الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، «في الأمد القريب، تشتري أوروبا بالفعل كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ومعظم الشحنات إما مرتبطة بعقود طويلة الأجل أو مبيعات فورية تستجيب لإشارات أسعار السوق، وقد تكون فرصة زيادة الواردات أكثر ارتباطًا بالاستثمار في مشاريع التوريد طويلة الأجل في المستقبل».