يقول معهد أكسفورد للطاقة، إن أزمة الطاقة في أوروبا ستتفاقم خلال الفترة المقبلة في ظل الطلب الكبير لتخزين الغاز الطبيعي خلال فترة صيف 2025.
وأضاف المعهد، في تقرير له، أنه على الرغم من مساعي أوروبا لتجديد اتفاقية عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا بعد انتهاء الاتفاقية في الأول من يناير 2025، «فإن الغاز الطبيعي المسال العالمي سيظل المصدر الرئيسي للإمدادات البديلة، ولكن مع تأخير وصول الموجة الجديدة من الغاز الطبيعي المسال الإضافي -ربما حتى عام 2027- فسوف تضطر أوروبا إلى التنافس على الغاز الطبيعي المسال حالياً مع آسيا».
ويقول المعهد، إن التوقعات تشير إلى الحاجة إلى الاستعانة بإمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال في سوق ضيقة حالياً ستضع ضغوطاً تصاعدية على الأسعار، في حين أن الطلب الأكبر على التخزين سيعني الحاجة الأكبر إلى تجديد التخزين في صيف 2025 «في سوق من المتوقع أن تظل ضيقة، وهو ما سيدفع الأسعار أيضاً إلى الارتفاع أكثر مما كانت عليه خلال الفترة الماضية».
ووفقاً لبيانات Gas Infrastructure Europe، انخفض حجم الغاز في مواقع التخزين في الكتلة بنحو 19 في المئة من نهاية سبتمبر -عندما ينتهي موسم إعادة التعبئة في أسواق الغاز- إلى منتصف ديسمبر كانون الأول، إذ لم يشهد العامان السابقان سوى انخفاضات أحادية الرقم خلال الفترة نفسها، عندما ضمنت درجات الحرارة الأعلى من المعتاد أن يظل التخزين ممتلئاً نسبياً حتى موسم التدفئة الشتوي، وكبحت الصناعات الطلب بسبب ارتفاع الأسعار.
ويقول التقرير إن دول الاتحاد الأوروبي ستسعى للتوصل إلى اتفاق يسمح باستمرار عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية العبور في الأول من يناير 2025، إذ إن استمرار عبور الغاز سيمكِّن دول الاتحاد الأوروبي من حجز سعة في نظام نقل الغاز الأوكراني على الحدود بين أوكرانيا وروسيا.
وأضاف التقرير أن «توافر الغاز الطبيعي المسال وتكلفة نقله إلى دول الاتحاد الأوروبي المتضررة من انقطاع الغاز الروسي، سيكونان المقياسين اللذين سيتم من خلالهما قياس تأثير توقف عبور الغاز على اقتصاداتها، في وقت ستستفيد بعض دول الاتحاد من قدرتها على استيراد الغاز المسال وتخزينه لتصبح (حارس البوابة) لهذا الغاز الطبيعي المسال وتمريره للدول الأخرى».
كانت بيانات من شركة كوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز، أظهرت انخفاض واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال منذ بداية العام الحالي حتى 27 ديسمبر كانون الأول الحالي، بنسبة 25 في المئة، لتبلغ نحو 100.01 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال، أو نحو 1650 شحنة.
وأضافت البيانات أن واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال بلغت خلال عام 2023 نحو 124.15 مليون طن متري، أو 2077 شحنة، و126.02 مليون طن متري، أو 2158 شحنة عام 2022.
وقامت بلاتس، وهي جزء من كوموديتي إنسايتس، بتقييم مؤشر لأسعار الغاز الطبيعي دي إي إس شمال غرب أوروبا لشهر فبراير عند 13.76 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 24 ديسمبر، بخصم 20 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل مركز الغاز الهولندي تي تي إف.