أعلنت وزارتا الطاقة في السنغال وموريتانيا أن مشروع حقل الغاز
« السلحفاة آحميم الكبير» (جي.تي.إيه) الذي طورته شركة بي.بي (BP) وشركاء آخرون أطلق أول إنتاج للغاز من حقل بحري قبالة سواحل البلدين.
ومن المقرر أن ينتج مشروع جي.تي.إيه، وهو منشأة عائمة تقع على الحدود البحرية بين السنغال وموريتانيا، 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً في المرحلة الأولى له.
وتُقدر احتياطات حقل «السلحفاة آحميم» من الغاز بنحو 25 تريليون قدم مكعبة.
وقالت الوزارتان في بيان أمس الثلاثاء «يأتي نجاح فتح البئر الأولى من المشروع تتويجاً لمسار العمليات الفنية ويُمَهد الطريق واسعاً نحو بدء تسويق الغاز قريباً».
وأشار البيان إلى أن هذا «التطور الفني يشكل محطة فارقة في المشروع، كما يشكل لبنة أخرى في تعزيز الشراكة القائمة بين موريتانيا والسنغال، ويدفعهما للعب دور رئيسي ومتزايد في صناعة الطاقة إقليمياً».
وأوضح أن المشروع، الواقع على الحدود البحرية بين البلدين، يُعدّ من «أكبر استكشافات الغاز فائقة العمق في البحر».
وأكد أن المشروع يهدف إلى «استثمار الموارد الغازية بشكل مستدام، لتحقيق فوائد ملموسة لسكان واقتصادات البلدين».
وتقود بي.بي وشركة كوزمو إنرجي المدرجة في البورصة الأميركية عمليات تطوير الحقل، وهو مشروع الغاز الطبيعي المسال الأول في السنغال.
وأعلنت موريتانيا في مايو 2022 أن إجمالي احتياطيات الغاز المكتشفة في البلاد يتجاوز 100 تريليون قدم مكعبة، بما في ذلك احتياطيات الحقل المشترك مع السنغال.
وتقول الحكومة الموريتانية إنها أكملت مخططات استغلال حقول الغاز الخالصة في البلاد.
أهداف المشروع
يأمل الموريتانيون أن تسهم عائدات ثروة الغاز في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين، في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي تبلغ 30 في المئة في هذا البلد العربي الذي يبلغ عدد سكانه نحو 5 ملايين نسمة.
على الجانب الآخر، قد توفر صادرات الغاز من المشروع الذي تأخر طويلاً دفعة إضافية للاقتصاد السنغالي، بعد أن بدأت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا بتصدير النفط العام الماضي.
وأسهم تصدير النفط في رفع معدل نمو الاقتصاد السنغالي إلى 8.9 في المئة في الربع الثالث من عام 2024، وهو مستوى قياسي.
ويوفر هذا المشروع فرصة لتحسين الوضع المالي العام في السنغال، التي من المتوقع أن تسجل عجزاً في الميزانية يتجاوز 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2024.
ومن المتوقع أن يستمر مشروع «تورتو أحميم الكبير» في إنتاج الغاز الطبيعي المسال لأكثر من 20 عاماً، وفقاً لما ذكرته شركة «بي بي» على موقعها الإلكتروني.