صدر تقرير السعادة العالمي لعام 2024، ومرة أخرى عاودت بلدان الشمال الأوروبي تصدر أعلى الدرجات، في ما حافظت فنلندا على المركز الأول الذي احتفظت به للعام السابع على التوالي.

الجديد في هذا العام هو تضمن التقرير تصنيفات منفصلة حسب الفئة العمرية للمرة الأولى، ويحمل في طياته أخباراً سيئة حول الرضا عن الحياة بين الشباب في بعض أنحاء العالم.

لقد انخفضت السعادة بشكل حاد بين الشباب في أميركا الشمالية حتى إن الشباب هناك الآن أقل سعادة من كبار السن، وساعدت هذه الدرجات المنخفضة في إخراج الولايات المتحدة من قائمة العشرين الأوائل في القائمة الشاملة للمرة الأولى منذ نشر التقرير لأول مرة في عام 2012.

لكن تراجع الولايات المتحدة ودول أخرى في الترتيب تسبب في أن دولاً أخرى ــالعديد منها في أوروبا الشرقيةــ حققت مراكز متقدمة في مجال السعادة.

أسعد الدول

ويعتمد التقرير على بيانات المسح العالمي من أشخاص في أكثر من 140 دولة، يتم تصنيف البلدان على أساس السعادة بناءً على متوسط تقييمات الحياة الخاصة بها على مدى السنوات الثلاث السابقة، في هذه الحالة من 2021 إلى 2023، التقرير عبارة عن شراكة بين مؤسسة جالوب ومركز أكسفورد لأبحاث الرفاهية وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.

وبحسب التقرير السنوي للسعادة العالمية فإن فنلندا أصبحت مرة أخرى أسعد دولة في العالم، وفي هذا الإطار يقول جون هيليويل، أستاذ الاقتصاد الفخري في كلية فانكوفر للاقتصاد بجامعة كولومبيا البريطانية، والمحرر المؤسس لتقرير السعادة العالمية، إن الاستطلاع يطلب من كل مشارك أن يسجل حياته ككل، مع الأخذ في الاعتبار ما يقدره، بحسب شبكة CNN.

وأضاف «وتكتشف أن فنلندا غنية جداً بكل هذه الأشياء، مثل إعادة المحافظ إذا سقطت في الشارع، ومساعدة الناس بعضهم بعضاً يوماً بعد يوم، والجودة العالية جداً بما فيها فرص الصحة والتعليم الموزعة عالمياً».

ويبحث التقرير في ستة متغيرات رئيسية للمساعدة في تفسير تقييمات الحياة، هي الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر الصحي، والحرية، والكرم، وتصورات الفساد.

كما حصل جيران فنلندا من بلدان الشمال الأوروبي على درجات عالية بشكل يمكن الاعتماد عليه، حيث احتلت الدنمارك المرتبة الثانية وأيسلندا المركز الثالث والسويد المركز الرابع، أما المركز الخامس فجاء من خارج الشمال الأوروبي إذ احتلت إسرائيل هذا المركز متراجعة عن العام الماضي حينما كانت في المرتبة الرابعة.

أسعد الدول العربية

تمكنت دولة الكويت أن تحتل المرتبة 13 لتكون الدول العربية الوحيدة في قائمة أسعد 20 في العالم، لكن هناك دولة عربية أخرى تمكنت من تحقيق مراكز فجاءت دولة الإمارات في المركز 22، أما السعودية فقد احتلت المرتبة الثالثة عربياً بعد أن جاءت في المركز 28.

الولايات المتحدة تخرج من قائمة العشرين الأوائل

وخرجت الولايات المتحدة (رقم 23) وألمانيا (رقم 24) من المراكز العشرين الأولى، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع معدلات السعادة بين الدول الأخرى، وخاصة التشيك (رقم 18)، وليتوانيا (رقم 19)، وسلوفينيا (رقم 21)، وكانت المملكة المتحدة في المركز العشرين.

في حين احتلت ليتوانيا المرتبة 19 هذا العام في القائمة الشاملة، بين المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، كانت الدولة رقم 1 أسعد دولة في عام 2024، وبالنسبة لأولئك الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، جاءت ليتوانيا في المرتبة 44.

في الولايات المتحدة وكندا، كانت درجات السعادة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً أقل بشكل كبير من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكبر، ومن بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، احتلت الولايات المتحدة المرتبة رقم 62، بينما احتلت المرتبة العاشرة بالنسبة لمن هم في سن الستين وما فوق. واحتلت كندا المرتبة رقم 58 بين الشباب والمرتبة الثامنة بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق.

كما شهدت أستراليا ونيوزيلندا، بدرجة أقل، تصنيفات أقل بكثير بين الشباب.

الدول الأقل سعادة

لا تزال أفغانستان الدولة الأقل في العالم من حيث السعادة لتحتل المرتبة 143، كما احتل لبنان وليسوتو وسيراليون والكونغو المراكز الأخيرة.