الاستثمارات العربية، خاصة من دول الخليج مثل الإمارات وقطر والسعودية، أحدثت تغييرات كبيرة في خريطة كرة القدم العالمية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والاستثمارات الكبيرة.
في ما يلي نلقي الضوء على بعض هذه الاستثمارات التي غيّرت استثمارات اللعبة الأشهر في العالم والأكثر متابعة في جميع القارات.
تملك الأندية الأوروبية
باريس سان جيرمان
اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية باريس سان جيرمان في عام 2011، مقابل 131.15 مليون دولار، وفقاً لفوربس.
وجعلت الصفقة باريس سان جيرمان أغنى نادٍ فرنسي وكذلك أحد أغنى الأندية في العالم.
بعد عملية الاستحواذ، قام النادي بإنفاق الأموال على اللاعبين، بما في ذلك دفع 263 مليون دولار للنجم البرازيلي نيمار، في صفقة جعلته أغلى لاعب كرة قدم في العالم.
وقد أتى ذلك بثماره، حيث فاز النادي الفرنسي بجميع بطولات الدوري الفرنسي، باستثناء موسم 2016/ 2017، منذ استحواذ قطر على النادي.
ناصر الخليفي هو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «بين» الإعلامية، ويرأس أيضاً نادي باريس سان جيرمان.
ومنذ أن استحوذت شركة قطر للاستثمارات الرياضية على باريس سان جيرمان في 2011، تحوّل النادي إلى قوة كبرى في كرة القدم الأوروبية، إذ استثمرت قطر مبالغ ضخمة في التعاقد مع نجوم عالميين مثل نيمار وكيليان مبابي، ما عزز من مكانة النادي وأسهم في جعله منافساً دائماً على البطولات الأوروبية، وفقاً لـ«بينينسولا نيوزبيبر».
مانشستر سيتي
يمتلك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مجموعة سيتي لكرة القدم، التي تمتلك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم.
واشترى مانشستر سيتي في عام 2008 مقابل 385 مليون دولار، وفقاً لفوربس.
ومنذ ذلك الحين فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز 8 مرات، ما جعله النادي الأكثر نجاحاً في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال العقد الماضي، ولديهم أيضاً أغلى فريق في العالم، إذ تتجاوز قيمة العقود المجمعة للاعبين مليار دولار.
نيوكاسل يونايتد
في عام 2021، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على حصة كبيرة في نادي نيوكاسل يونايتد (نحو 80 في المئة)، ما أثار آمالاً كبيرة بين جماهير النادي في تحسين الأداء والتنافس على الألقاب من خلال استثمارات مستقبلية كبيرة في الفريق.
أستون فيلا
اشترى أغنى عربي في العالم، ناصف ساويرس، إلى جانب المؤسس المشارك لمجموعة American Fortress Investment Group، ويس إيدينز، حصة 55 في المئة في أستون فيلا عام 2018، مقابل 39 مليون دولار، وفقاً لفوربس.
كان أستون فيلا واحداً من الأعضاء المؤسسين الـ12 للدوري الإنجليزي الممتاز وقوة مهيمنة في الدوري الإنجليزي الممتاز في الأيام الأولى، لكنه كان يلعب في دوري الدرجة الثانية عندما تولى ساويرس وإيدينز المسؤولية. وتمت ترقيته إلى الدوري الممتاز مرة أخرى في عام 2019-2020، ويقدم حالياً مستويات جيدة.
نادي شيفيلد
دفع عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، لأول مرة 12.7 مليون دولار مقابل 50 في المئة من شركة شيفيلد يونايتد المحدودة في عام 2013.
وفي ذلك الوقت كان يدير النادي كيفن مكابي وعائلته، ثم قدّم مكابي عرضاً لشراء حصة الأمير مقابل 6.1 مليون دولار في عام 2017، لكن العرض كان يتضمن أيضاً بنداً يمنح الأمير خيار شراء حصة مكابي.
واستند بن مساعد إلى هذا البند، ورفض مكابي البيع، وتلا ذلك معركة قانونية، وأمرت المحكمة العليا مكابي في 2020 ببيع 50 في المئة الأخرى من أسهم نادي شيفيلد لكرة القدم إلى الأمير العربي مقابل 6 ملايين دولار إضافية.
وبذلك يصبح عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود مالكاً للنادي بنسبة 100 في المئة مقابل 18.7 مليون دولار في 2018.
وعندما دخل بن مساعد النادي لأول مرة كانوا في الدرجة الثالثة، وعادوا إلى الدوري الممتاز موسم 2019-2020.
جذب النجوم العالميين
الدوري السعودي
تمكنت الأندية السعودية من التعاقد مع نجوم عالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار، ما زاد جاذبية الدوري السعودي على الصعيد العالمي وأسهم في رفع مستوى المنافسة والاهتمام بالدوري وفقاً لموقع شركة «أويكويل سبورتس»
الشراكات والرعاية
يعد ملف البث التلفزيوني والرعايات أحد أهم الملفات المهمة ضمن الاستثمارات الرياضية، فمن خلال شراكات مع شبكات بث مثل «بين سبورتس»، استطاعت الدوريات الأوروبية الكبرى تعزيز إيراداتها من خلال اتفاقيات بث تمتد إلى مناطق جغرافية واسعة، ما يزيد قاعدة المشجعين ويعزز الإيرادات التجارية.
وأيضاً تطوير البنية التحتية، حيث إن بناء الملاعب والمرافق يعد أحد أهم الاستثمارات، وذلك من خلال تطوير الملاعب والبنية التحتية الرياضية في الدول المستثمرة وفي الدول المستضيفة للأحداث الكبرى، مثل كأس العالم 2022 في قطر، ما يعزز القدرة التنظيمية لهذه الدول ويسهم في تحسين صورة كرة القدم عالمياً.
التضخم في سوق الانتقالات
بسبب القدرة المالية الكبيرة للأندية المملوكة من مستثمرين خليجيين وعرب، شهدت سوق الانتقالات تضخماً في أسعار اللاعبين والرواتب، ما أثر على توازنات الأندية الأوروبية في التعاقدات والتنافس المالي.
التأثير على الاقتصاد المحلي
الاستثمار المحلي كان الأبرز في الملف، فالاستثمار في الأندية والبنية التحتية الرياضية يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتطوير قطاعات السياحة والخدمات المرتبطة بالأحداث الرياضية الكبرى.
وأخيراً، يمكن القول إن الاستثمارات العربية في كرة القدم العالمية أثرت بشكل كبير على خريطة اللعبة من خلال تعزيز قدرات الأندية، وتحسين البنية التحتية، وزيادة المنافسة والإيرادات في الدوريات الكبرى، بل إن هذه التحولات جعلت الأندية المملوكة عربياً قوى رئيسية في مشهد كرة القدم العالمية.