غسان سلامة لـCNN الاقتصادية: إعادة الإعمار تحدٍ إقليمي مشترك

في حوار خاص مع CNN الاقتصادية، أكد وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة أن عملية إعادة إعمار المباني الثقافية في لبنان بعد الحرب الأخيرة لا تقتصر على الآثار بالمعنى التقليدي، بل تشمل الأسواق والمباني التقليدية والمنازل التي تشكل جزءاً من النسيج الحضري والتاريخي للبنان.

قال سلامة إن تحديد ما يُعد مبنى ثقافياً وما لا يُعد كذلك مسألة معقدة، موضحاً أن بعض الأسواق القديمة مثل سوق النبطية تقليدية لكنها ليست أثرية بمعناها الحرفي، وأضاف أن الدمار طال قلعة شمع بعد وقف إطلاق النار، واصفاً ما حدث بأنه اعتداء صارخ، لكنه أشار إلى أن الأبنية الأثرية المدمّرة ليست كثيرة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تحدث الوزير عن التقديرات الأولية لإعادة الإعمار في لبنان، والتي تتراوح بين 12 و14 مليار دولار، تشمل الأبنية الحديثة، والأسواق التقليدية، وحتى المباني المملوكة من قبل أثرياء، مؤكداً أن الوزارة لا تفرّق بينها عند وضع خطط الترميم.

ربط سلامة المشهد اللبناني بالسياق الإقليمي، مشيراً إلى أن المنطقة اليوم تواجه ثلاث مناطق مدمرة بالكامل: جنوب لبنان، وقطاع غزة، وأجزاء واسعة من سوريا مثل حمص ومعرة النعمان وأحياء في حلب، وقدّر كلفة إعادة الإعمار في غزة بما يتجاوز 25 مليار دولار، بينما تصل في سوريا إلى أكثر من 200 مليار.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أوضح الوزير أن هذا الواقع يضع شعوب هذه المناطق في منافسة غير مباشرة على الدعم الدولي والخليجي، ما يجعل من الصعب تحريك عجلة الإعمار بوتيرة سريعة، خصوصاً في سوريا، ولفت إلى أن غياب عملية إعادة إعمار فعلية هناك يشكل عائقاً أساسياً أمام عودة النازحين، وإن لم يكن العائق الوحيد.

عن استراتيجية وزارة الثقافة في هذه المرحلة، شدد سلامة على أن الثقافة ليست فقط لخدمة السياحة، بل هي تعبير عن تاريخ وإبداع المجتمع، وأكد أن الثقافة في لبنان "بخير" لأنها لم تُنتج عبر السياسات الرسمية، بل عبر جهود فردية وجماعية مستقلة.

وأضاف أن فيروز والرحابنة ووديع الصافي لم يكونوا ثمرة قرارات حكومية، بل أبناء بيئة ثقافية حرة، مشيراً إلى أن الدولة يجب أن تكون في خدمة هذا الإبداع لا مصدره، وقال إن اعتماد الثقافة على الدولة كان سيؤدي إلى انهيارها كما حدث في قطاعات أخرى.

واختتم الوزير حديثه بالتشديد على أن استقلالية الثقافة اللبنانية هي ما يحفظ تألقها، داعياً إلى حماية هذا التميز والمحافظة عليه في مواجهة التحديات الراهنة.