بينما ينتظر المستثمرون بصيص أمل يوقف نزيف الأسواق، عادت التهديدات الجمركية من جديد لتشعل قلق الأسواق العالمية، فقد شهدت بورصة وول ستريت جلسة متقلبة الاثنين، مع انقسام المؤشرات بين مكاسب وخسائر، وسط تصعيد غير مسبوق من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي لوّح بفرض رسوم إضافية بنسبة 50 في المئة على الصين، ما لم تتراجع الأخيرة عن رسومها الانتقامية.
وبعد أن نشرت تقارير عن احتمال تجميد الرسوم الجمركية على معظم الدول، باستثناء الصين، لفترة مؤقتة، ما دفع الأسهم للصعود مؤقتاً، سارع البيت الأبيض إلى نفي هذه الأنباء ووصفتها بـ«الأخبار الكاذبة»، لتتلاشى موجة التفاؤل سريعاً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تأرجح مؤشر
أس آند بي 500 بشكل حاد بين قاع عند 4835 نقطة وقمة عند 5246 نقطة، ليغلق مرتفعاً بنسبة 0.59 في المئة إلى 5104.20 نقطة.
صعد مؤشر ناسداك 1.07 في المئة إلى 15754.75 نقطة، بينما تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.21 في المئة إلى 38232.62 نقطة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ومع تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود، راهن المستثمرون على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يلجأ لخفض أسعار الفائدة قريباً، وربما بخمس مرات ربع نقطة خلال هذا العام، وفق تسعير الأسواق الآجلة.
يتزامن هذا التذبذب مع قرب انطلاق موسم أرباح الشركات الأميركية، وسط قلق واسع من أن تؤدي تكاليف الاستيراد المرتفعة إلى ضغط هوامش الأرباح.
كما زادت التوترات من الإقبال على الملاذات الآمنة، ما دفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات للارتفاع بمقدار 17.7 نقطة أساس إلى 4.168 في المئة، في حين صعد عائد السندات لأجل سنتين إلى 3.744 في المئة.
أوروبا وآسيا تتأثر
في أوروبا، سجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي خسائر بنسبة 4.5 في المئة ليغلق عند أدنى مستوياته منذ يناير كانون الثاني 2024.
أما في آسيا، فقد هبط مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة صادمة بلغت 13 في المئة، وهي أكبر خسارة يومية منذ عام 1997، فيما انخفض مؤشر سي إس آي 300 الصيني في الصين بنسبة 7 في المئة قبل أن تتدخل وسائل الإعلام الرسمية وتعلن عن شراءات من قبل صندوق الدولة «هويجين»، لتهدئة السوق.
الدولار يصعد... والذهب يهبط
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.6 في المئة إلى 103.21، فيما تراجع اليورو بنسبة 0.08 في المئة إلى 1.0946 دولار، وارتفع الدولار أمام الين بنسبة 0.74 في المئة إلى 147.96.
على الجانب الآخر، تراجعت أسعار النفط، حيث انخفض خام غرب تكساس بنسبة 1.16 في المئة إلى 61.27 دولار للبرميل، بينما خسر برنت 1.24 في المئة ليسجل 64.77 دولار، أما الذهب، فقد هبط بنسبة 2.31 في المئة إلى 2967.17 دولار للأونصة.
تحذيرات من «شتاء نووي اقتصادي»
رئيس «جيه بي مورغان»، جيمي ديمون، حذر من أن سياسة الرسوم قد تترك آثاراً طويلة الأمد على الاقتصاد الأميركي، فيما وصف مدير صندوق التحوط الشهير بيل أكمان الوضع بأنه قد يقود إلى «شتاء نووي اقتصادي».
وقال أوليفر بورشه، نائب الرئيس في شركة ويلثسباير أدفايزرز Wealthspire Advisors، إن الضغوط تتزايد بشكل متسارع على إدارة ترمب، مع تصاعد الأصوات من كبار وول ستريت ضد هذه السياسات، مضيفاً أن «ما بدأ الأسبوع الماضي يتواصل، لكن الضغط هذه المرة قادم من أسماء وازنة في الاقتصاد».
(رويترز)