يبحث المستثمرون عن أي سبب للتفاؤل والتقاط الأنفاس بعد تراجع الأسواق العالمية على مدار جلسات التداول الثلاث الماضية، ويبدو أنهم وجدوا سبباً، على الأقل في الوقت الحالي.
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز 700 نقطة، أي بنسبة 1.8 في المئة، اليوم الثلاثاء، كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3 في المئة، والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 1 في المئة.
جاء التعافي بعدما تضررت الأسهم بشدة على مدار الأيام القليلة الماضية مع تنامي مخاوف وول ستريت من أن سياسة دونالد ترامب الجمركية ستدفع الاقتصاد الأميركي والعالمي إلى حالة من الركود، ولكن بعد ثلاثة أيام من الانهيار الحاد في السوق، بدا أن المستثمرين يبحثون عن بعض فرص الشراء.
فرض ترامب رسوم جمركية شاملة بنسبة 10 في المئة على جميع المنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة تقريباً يوم السبت الماضي، مع فرض رسوم جمركية أعلى بكثير على عشرات الدول.
هذه الرسوم، التي وصفها ترامب بأنها «متبادلة»، رغم أنها ليست كذلك، تصل إلى 50 في المئة على عدد قليل من الدول، وتصل إلى 70 في المئة على عدد من البضائع الصينية.
ويهدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة على الصين إذا لم تتراجع عن رسومها الانتقامية التي أعلنتها يوم الجمعة.
وفي هذا الصدد، صرح وزير المالية الصيني، اليوم الثلاثاء، بأن بلاده «ستقاتل حتى النهاية» في الحرب التجارية، وستواصل الوقوف في وجه ترامب.
وأشارت العديد من بنوك وول ستريت خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك غولدمان ساكس وجيه بي مورغان تشيس، إلى أن أي تصعيد للحرب التجارية من المرجح أن يؤدي إلى ركود اقتصادي أميركي وعالمي هذا العام، وقد يستمر ذلك في إضعاف الطلب على الأسهم.
وعلى الرغم من أن الانتعاش الحالي قد يكون قصير الأمد، فإن البعض في إدارة ترامب أعلنوا النصر بالفعل.
وعلق بيتر نافارو، كبير مستشاري ترامب التجاريين، مساء الاثنين، على قناة فوكس نيوز على أداء السوق قائلاً «لقد وصلنا إلى القاع الآن، سيتغير الوضع، وستكون شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هي أول من يبدأ الإنتاج في الولايات المتحدة، وهي التي ستقود الانتعاش، سيصل مؤشر داو جونز إلى 50 ألف نقطة، هذا سيحدث لا محالة، أضمن ذلك، وأضمن عدم حدوث ركود».
وعلى عكس تفاؤل نافارو، حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان تشيس، في رسالته السنوية إلى المساهمين، أمس الاثنين، من أن رسوم ترامب الجمركية سترفع الأسعار، وتبطئ الاقتصاد العالمي، وتضعف مكانة أميركا في العالم من خلال تمزيق تحالفاتها.
حتى بعض حلفاء ترامب، بمن فيهم إيلون ماسك وبيل أكمان، حذّروا مؤخراً من أن الرسوم الجمركية سياسة سيئة تعتمد على منطق معيب للغاية.
ومع ذلك ارتفعت أسواق الأسهم العالمية يوم الثلاثاء، وأغلقت معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية على ارتفاع، حيث أغلق مؤشر نيكي 225 الياباني، الذي يضم أكثر من 200 من أكبر الشركات المدرجة في البلاد، على ارتفاع بنسبة 6 في المئة.
وفي كوريا الجنوبية، أغلق مؤشر كوسبي على ارتفاع بنسبة 0.3 في المئة، وأغلق مؤشر ASX 200 الأسترالي على ارتفاع بنسبة 2.3 في المئة.
حتى مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ، الذي يضم أكبر الشركات المدرجة في هونغ كونغ والصين، أغلق على ارتفاع بنحو 1.5 في المئة اليوم الثلاثاء بعد أن تراجع في اليوم السابق بأكثر من 13 في المئة، مسجلاً أكبر انخفاض يومي له منذ الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.
في أوروبا ارتفع مؤشر ستوكس 600 القياسي بنسبة 1.4 في المئة، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.6 في المئة، ومؤشر داكس الألماني بنسبة 1.3 في المئة، بينما ارتفع مؤشر فوتسي 100 في لندن بنسبة 1.9 في المئة.