في صفقة تُعدّ من الأضخم خلال العام، تضخ شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» استثمارات بقيمة 65.7 مليار درهم في شرايين الاقتصاد الإماراتي، من خلال ترسية عقود على 400 شركة محلية إماراتية من مقدمي الخدمات والمصنّعين والموردين المحليين. ويعتبر ذلك ضمن برنامجها الاستراتيجي لتعزيز المحتوى الوطني في قطاع الصناعة خلال النصف الأول من 2025، بناءً على بيان صحفي من شركة أدنوك. هذه صفقة ليست مجرد إنفاق ضخم بل هي دفعة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعميق التصنيع المحلي، وتعزيز القطاع الخاص، وخلق فرص عمل نوعية للمواطنين الإماراتيين، في وقتٍ تتسارع فيه جهود الدولة لتنويع اقتصادها وتحقيق الاكتفاء الصناعي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتمتد هذه العقود لتشمل قطاعات حيوية من بينها الحفر، والهندسة، والتشييد، والخدمات التشغيلية، واللوجستيات، في وقتٍ يشهد فيه الاقتصاد الإماراتي زخماً متصاعداً في دعم سلاسل التوريد المحلية وتحقيق القيمة الاقتصادية المستدامة.
يأتي هذا الإعلان تتويجاً لمسار طويل بدأته «أدنوك» منذ 2018 عبر برنامجها لتعزيز المحتوى المحلي، والذي نجح حتى الآن في خلق أكثر من 17 ألف وظيفة للإماراتيين في القطاع الخاص.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويمثّل عام 2025 محطة محورية ضمن هذا المسار، إذ تستهدف الشركة توجيه 200 مليار درهم إضافية للاقتصاد المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة، مع خطط طموحة لشراء منتجات قابلة للتصنيع محلياً بقيمة 90 مليار درهم بحلول عام 2030.
ومن بين أبرز الشركات الفائزة بالعقود الجديدة «إن إم دي سي إنيرجي»، و«تارجت الهندسية»، وجمعية الظفرة التعاونية، و«روبت ستون»، و«جيسكو»، و«يورو» للمقاولات الميكانيكية والكهربائية، ما يعكس التنوع والتكامل بين المؤسسات الوطنية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة.
وفي تصريحٍ خاص، أكد الدكتور صالح الهاشمي، رئيس دائرة الشؤون التجارية وتعزيز القيمة المحلية المضافة في مجموعة «أدنوك»، أن هذه العقود تعكس التزام «أدنوك» بدعم النمو الاقتصادي المستدام، ورفع تنافسية المنتجات المحلية، وتوسيع قاعدة التوظيف في القطاع الخاص للمواطنين الإماراتيين.
ولتعزيز فرص التصنيع والاستفادة القصوى من العقود، أطلقت «أدنوك» تطبيق «اصنع مع أدنوك»، كمنصة ذكية تُتيح للمصنّعين والشركات الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال الاطلاع على فرص التوريد المستقبلية ضمن بيئة رقمية مبسطة.
ويأتي التطبيق ليكون أداة عملية تُسرّع الوصول إلى الفرص الصناعية التي لطالما كانت حصرية في السابق على الشركات الكبرى.
وتدعو «أدنوك» الموردين المحليين والشركات الناشئة للمشاركة في منصة «اصنع في الإمارات» التي ستُقام فعالياتها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بين 19 و22 مايو أيار الجاري، حيث تُعرض الفرص والشراكات المحتملة على نطاق غير مسبوق.
تكشف هذه الخطوات أن توجيه هذا الحجم من العقود محلياً يعزّز متانة الاقتصاد غير النفطي للدولة، ويحد من الاعتماد على الاستيراد، كما يُعطي دفعة قوية لسوق العمل في القطاع الخاص، لا سيما مع تأكيد «أدنوك» على خلق فرص نوعية للإماراتيين.
وتضع هذه العقود الإمارات في موقع متقدم كوجهة رائدة في الصناعة والخدمات النفطية على مستوى المنطقة، وربما العالم.
الرسالة واضحة.. مَن لا يصنّع اليوم لن ينجو غداً في بيئة اقتصادية تتغير بسرعة.. وأدنوك تُثبت مجدداً أنها ليست مجرد منتج للطاقة، بل هي محفّز للتنمية الشاملة.