تراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية في تداولات اليوم الأربعاء بسبب موجة جني أرباح، بينما قفزت عوائد السندات الحكومية في ظل تصاعد المخاوف من تعثر تمرير مشروع قانون الضرائب الذي يروّج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب داخل الكونغرس، وسط انقسامات حادة بين الجمهوريين. وفي خطوة نادرة تعكس التوتر، عقدت لجنة قواعد مجلس النواب جلسة استماع غير تقليدية عند الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي لمناقشة بنود القانون المقترح وسط اعتراضات واسعة من نواب الحزب الجمهوري على تفاصيل رئيسية في التشريع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ورغم لقاء ترامب بعدد من المشرعين يوم الثلاثاء في محاولة لإقناع المعارضين، لم ينجح الاجتماع في تضييق فجوة الخلافات، لا سيما في ظل المخاوف من تأثير القانون على العجز الفيدرالي المتضخم.
مؤشرات الأسواق.. هبوط الأسهم وصعود العوائد
بحلول الساعة 04:51 صباحاً بتوقيت نيويورك، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ263 نقطة (0.61 في المئة)، في حين انخفضت عقود إس آند بي 500 بـ34.75 نقطة (0.58 في المئة)، وتراجعت عقود ناسداك 100 بـ134 نقطة (0.62 في المئة).
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وجاء الضغط الأكبر من أسهم التكنولوجيا عالية التقييم، التي تأثرت سلباً بارتفاع العوائد، إذ إن زيادة أسعار الفائدة تقلل القيمة المستقبلية المتوقعة للأرباح، وانخفض سهم إنفيديا بنسبة 1 في المئة تقريباً في التداولات المبكرة، متصدراً قائمة التراجعات بين الأسهم القيادية.
في المقابل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة، إذ سجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات 4.53 في المئة بزيادة 5.6 نقطة أساس، بينما صعد العائد على سندات الثلاثين عاماً إلى مستوى 5 في المئة، ما يعكس قلق المستثمرين بشأن السياسة المالية الأميركية، وفق رويترز.
وكالة موديز تخفّض التصنيف الائتماني وتزيد الضغط
بدأت عوائد السندات بالصعود منذ مطلع الأسبوع، بعد أن أعلنت وكالة موديز تخفيض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من «Aaa» إلى «Aa1»، بسبب المخاوف من تزايد الدين الفيدرالي الذي بلغ 36 تريليون دولار.
وفي ظل هذه التوترات، أشار عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى أن فرض الرسوم الجمركية سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار، لكنهم دعوا إلى التريث في اتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة، ما يعكس حذراً متزايداً في التعامل مع التحديات المزدوجة للسياسة النقدية والمالية.
أنباء الإفلاس تهوي بأسهم وولفسبيد
على صعيد الشركات، هبط سهم وولفسبيد (Wolfspeed) بأكثر من 55 في المئة ليصل إلى 1.4 دولار، بعد تقارير إعلامية أفادت بأن شركة أشباه الموصلات تستعد لتقديم طلب إفلاس خلال الأسابيع المقبلة.
كما تراجع سهم بالو ألتو نيتوركس بنسبة 3.7 في المئة بعد إعلان الشركة زيادة في مصروفاتها التشغيلية بنسبة 12 في المئة خلال الربع الثالث، في حين جاءت الإيرادات متماشية تقريباً مع التوقعات.
وتترقب الأسواق بيانات أرباح عدد من شركات التجزئة الكبرى، من بينها تارجت وتي جي إكس ولوويز، في جلسة اليوم، بينما ينتظر المستثمرون إعلان نتائج شركة إنفيديا الأسبوع المقبل في ختام موسم الأرباح، والذي تجاوزت فيه أكثر من 90 في المئة من شركات إس آند بي 500 توقعات السوق.
الأداء الشهري إيجابي رغم التوترات
ورغم خسائر الثلاثاء، التي أنهت سلسلة مكاسب استمرت ستة أيام لمؤشر إس آند بي 500، وسجّل خلالها داو جونز أول تراجع في أربع جلسات، لا تزال الأسهم الأميركية تسجل أداء شهرياً قوياً. إذ ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بأكثر من 17 في المئة منذ أدنى مستوياته في أبريل نيسان، حين تسببت الرسوم الجمركية المتبادلة في اضطراب الأسواق.
هدنة مؤقتة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تباطؤ التضخم، أسهمت في دفع الأسهم للارتفاع، رغم أن المؤشر لا يزال أقل بنحو 3 في المئة من أعلى مستوياته التاريخية.
وفي سياق متصل، رفعت شركة مورغان ستانلي تصنيفها للأسهم الأميركية إلى الوزن الثقيل، مشيرة إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال في حالة توسع رغم حالة عدم اليقين السياسي المتزايدة.