قالت شركة سيمنز الألمانية إن الحكومة الأميركية أخطرتها رسمياً بالسماح لها باستئناف مبيعات برمجيات تصميم الرقائق الإلكترونية إلى الصين، في خطوة تأتي عقب توقيع اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين الأسبوع الماضي أنهى جولة جديدة من القيود والرسوم المتبادلة التي أثّرت في قطاع التكنولوجيا المتقدمة. وأكدت الشركة في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز أن وزارة التجارة الأميركية أبلغتها مؤخراً بأن القيود التي فُرضت في مايو الماضي على تصدير برامج تصميم أشباه الموصلات «لم تعد سارية»، مشيرة إلى أنها أعادت «الوصول الكامل إلى برامجها وتقنياتها» للعملاء في الصين، واستأنفت المبيعات والدعم الفني.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وكانت واشنطن قد فرضت تلك القيود ضمن حزمة أوسع من الإجراءات شملت أيضاً صادرات محركات الطائرات والإيثان، وذلك رداً على قرار بكين الحد من صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهي مكونات حيوية في تصنيع الإلكترونيات ومعدات الدفاع، ضمن ما اعتبر آنذاك تصعيداً في الحرب التجارية بين البلدين.
وجاء التراجع الأميركي بعد محادثات في لندن توجت الأسبوع الماضي بتوقيع اتفاق تجاري تضمن تخفيض الرسوم الجمركية، التي وصلت سابقاً إلى 145 في المئة على بعض المنتجات، في مقابل تعهد الصين بتسريع وتيرة صادرات المعادن النادرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أهمية السوق الصينية لسيمنز وقطاع الرقائق
تُعدّ شركة سيمنز واحدة من ثلاث شركات أميركية تُهيمن على سوق
برمجيات أتمتة تصميم الدوائر الإلكترونية (EDA) على مستوى العالم، إلى جانب شركتي سينوبسيس وكادنس ديزاين سيستمز.
وتمثل هذه البرمجيات حلقة حاسمة في سلسلة توريد الرقائق المتقدمة، إذ تُستخدم لتصميم واختبار النماذج الأولية لأجيال جديدة من أشباه الموصلات.
ورغم أن قطاع برمجيات الأتمتة لا يشكّل سوى 1.6 في المئة من سوق أشباه الموصلات العالمي، الذي تُقدّر قيمته بنحو 600 مليار دولار، فإن أهميته تُعد محورية، خاصة في ظل سعي الصين إلى تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الغربية وتطوير رقائق محلية.
وبحسب شركة «آي سي وايز ريسيرش» الاستشارية التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها، تسيطر الشركات الثلاث الأميركية على نحو 80 في المئة من سوق برمجيات الأتمتة في الصين، رغم الجهود المكثفة التي تبذلها بكين لتطوير بدائل محلية متقدمة.
تأثير أوسع على صفقات القطاع
وكانت فايننشال تايمز قد كشفت في وقتٍ سابق أن الجهات التنظيمية الصينية علّقت الموافقة على صفقة استحواذ ضخمة بقيمة 35 مليار دولار بين شركتي سينوبسيس وأنسيس، على خلفية قرار واشنطن السابق بحظر مبيعات برمجيات تصميم الرقائق للصين.
وتعزّز الخطوة الأميركية الأخيرة من فرص إحياء هذه الصفقة وتقليل التوتر في واحد من أكثر القطاعات حساسية في النزاع التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.