المستثمرون يتعاملون «ببرود» مع مهلة تعريفات ترامب الجديدة وسط تفاؤل حذر

رغم اقتراب الموعد النهائي لتعريفات ترامب، يتعامل المستثمرون ببرود مع الأخبار. (شترستوك)
رسوم ترامب الجمركية
رغم اقتراب الموعد النهائي لتعريفات ترامب، يتعامل المستثمرون ببرود مع الأخبار. (شترستوك)

قبل أيام من انتهاء مهلة الـ90 يوماً التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2 أبريل نيسان الماضي ضمن ما سماه «يوم التحرير»، يتجه المستثمرون العالميون نحو الموعد النهائي لإطلاق التعريفات التجارية الجديدة يوم الأربعاء.

وذلك دون قلق يذكر، وسط تقديرات أن معظم السيناريوهات المحتملة تم تسعيرها مسبقاً في الأسواق.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ومن المتوقع أن تبدأ الإدارة الأميركية غداً الاثنين بإرسال أول دفعة من الرسائل التي تحدد مستويات الرسوم الجمركية لـ12 دولة، مع إعلان ترامب أن بعض الرسوم قد تصل إلى 70 في المئة بدءاً من 1 أغسطس آب، وهي نسبة أعلى بكثير من نطاق 10-50 في المئة المعلن عنها في أبريل نيسان.

لكن الأسواق بدت متأقلمة، وقال جيف بلازك، المدير المشارك للاستثمار في شركة نيوبيرغر بيرمان في نيويورك «الأسواق أصبحت أكثر ارتياحاً تجاه أخبار التعريفات.. وترى أن أسوأ السيناريوهات لم تعد مطروحة حالياً»، وفق رويترز.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

الأسواق تمتص الصدمة.. وتسعر بعد الصدمة

منذ إعلان ترامب في أبريل نيسان، تراجعت الأسواق العالمية 14 في المئة خلال 3 جلسات، لكنها عادت وحققت ارتفاعاً بنسبة 24 في المئة، لتسجل حالياً مستويات قياسية، الأسهم العالمية وفق مؤشر يورونكست العالمي صعدت 11 في المئة منذ ذلك الحين.

وقال رونغ رين غو، مدير محافظ في إيستسبرينغ إنفستمنتس بسنغافورة «إذا كان يوم التحرير هو الزلزال، فإن رسائل التعريفات هي الهزات الارتدادية».

الاتفاقات محدودة.. والتأخير متوقع

حتى الآن، توصلت واشنطن إلى اتفاق جزئي مع بريطانيا واتفاق «مبدئي» مع فيتنام، بينما تعثرت المفاوضات مع الهند واليابان، وبرزت انتكاسات مع الاتحاد الأوروبي.

ويتوقع المستثمرون أن ترافق المرحلة المقبلة حالة من عدم اليقين المطول، إذ يصعب تصور أن يتم إبرام اتفاقات شاملة مع كل الشركاء التجاريين هذا الأسبوع.

ضرائب وخفض محتمل للفائدة

توجه التركيز أيضاً إلى مشروع قانون الضرائب والإنفاق الضخم الذي وقعه ترامب يوم الجمعة، ويجعل تخفيضات 2017 دائمة. رغم الاحتفاء بالقرار في أسواق الأسهم، فإن المستثمرين في السندات قلقون من أن يزيد العجز الأميركي بأكثر من 3 تريليونات دولار، فوق الدين الحالي البالغ 36.2 تريليون دولار.

مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك أغلقا على مستويات قياسية، محققين ثالث أسبوع من المكاسب، فيما ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 9 في المئة في 3 أشهر.

لكن مخاوف التضخم الناتج عن التعريفات أثرت على عوائد سندات الخزانة والدولار الأميركي، ما دفع المتعاملين إلى تعديل توقعاتهم بشأن الفيدرالي. تشير عقود الفائدة إلى أن الأسواق لم تعد تتوقع خفضاً للفائدة هذا الشهر، وتسعر فقط خفضين محدودين (بواقع 25 نقطة أساس لكل منهما) قبل نهاية العام.

أسوأ أداء للنصف الأول منذ 1973

مؤشر الدولار (DXY)، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات، تراجع 11 في المئة منذ بداية 2025، في أسوأ نصف أول منذ 1973، وانخفض بنسبة 6.6 في المئة منذ 2 أبريل نيسان فقط.

قال جون بانتيكيديس، المدير الاستثماري في توين فوكاس ببوسطن «الأسواق تسعر حالياً عودة للتعريفات عند مستوى 35-40 في المئة، وتتوقع حلاً عند متوسط 10 في المئة».

رغم تفاؤله بأسهم أميركا هذا العام، يرى بانتيكيديس أن العامل الحاسم هو اتجاه أسعار الفائدة. «أتوقع انخفاض الفائدة في النصف الثاني، لكن إن خافت السوق من تأثير قانون الإنفاق وارتفعت العوائد، فسنكون أمام سيناريو مختلف تماماً».