دخلت شركة «فيريرو» الإيطالية الشهيرة، المالكة لعلامات «فيريرو روشيه» و«تيك تاك» و«كيندر»، في مفاوضات متقدمة لشراء شركة «دبليو كيه كيليوغ» الأميركية، الرائدة في إنتاج حبوب الإفطار، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، أي ما يعادل ضعف القيمة السوقية الحالية للشركة البالغة 1.5 مليار دولار، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت مع صحيفة فايننشال تايمز. وقد يُعلن عن الصفقة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، رغم أن مصادر أكدت عدم وجود ضمانات بإتمامها، كما قد يتم تأجيل الموعد المقرر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع الأغذية تغيرات جوهرية في تفضيلات المستهلكين، حيث أدّت موجة الإقبال على الأطعمة الصحية وتزايد استخدام أدوية إنقاص الوزن إلى ضغوط كبيرة على شركات الحلويات، ما دفعها إلى إعادة النظر في استراتيجياتها.
ولم تصدر بعد أي تعليقات رسمية من شركتي «فيريرو» أو «دبليو كيه كيليوغ» بشأن الصفقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وكانت شركة «كيليوغ» الأم قد فصلت نشاط الحبوب في أميركا الشمالية تحت اسم «WK Kellogg»، وغيّرت اسمها إلى «كيلانوفا»، محتفظة بعلامات الوجبات الخفيفة مثل «بوب-تارتس» و«برينجلز».
وقد وافقت شركة «مارس» على الاستحواذ على «كيلانوفا» في صفقة بقيمة 36 مليار دولار، لا تزال قيد مراجعة الجهات التنظيمية في أوروبا.
وكان أداء «WK Kellogg»، كشركة مستقلة، دون التوقعات، إذ انخفضت مبيعاتها بنسبة 5.6 في المئة في الربع الأول من عام 2025 إلى 667 مليون دولار، بينما هبط صافي أرباحها بنسبة 45.5 في المئة إلى 18 مليون دولار، مع ديون صافية بلغت 569 مليون دولار في مارس آذار، وقد قفزت أسهم الشركة بأكثر من 50 في المئة بعد إعلان صحيفة «وول ستريت جورنال» عن المحادثات الجارية.
تجمع الصفقة المحتملة بين شركتين لهما تاريخ عريق؛ إذ يعود اختراع رقائق الذرة «كورن فليكس» إلى عام 1894 على يد مؤسس «كيليوغ» ويل كيث كيليوغ، بينما تأسست «فيريرو» في عام 1946 على يد بييترو فيريرو، ولا تزال الشركة مملوكة لعائلته حتى اليوم، ويشغل حفيده «جيوفاني فيريرو» منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة.
وتُعد مؤسسة «WK Kellogg Foundation» الخيرية أكبر مساهم في شركة الحبوب الأميركية، بحصة تقارب 16 في المئة من أسهمها.
ووفقاً لمحلل «تي دي كوين» روبرت موسكو، فإن «فيريرو» تسعى بقوة للتوسع في السوق الأميركية، وقد نفّذت عدة استحواذات في هذا الإطار، أبرزها الاستحواذ على شركة «ويل إنتربرايزز» للآيس كريم في 2022، وشركة الحلويات التابعة لـ«نستله» مقابل 2.8 مليار دولار في 2018، وشركة الشوكولاتة «فاني ماي» في 2017.
ويشهد قطاع الأغذية تحولات أخرى مماثلة؛ فقد اشترت شركة «بيبسي» الأميركية شركة «بوبّي» للمشروبات البروبيوتيكية مقابل 1.95 مليار دولار، بالإضافة إلى استحواذها على «سييتي فودز» للوجبات الصحية المكسيكية مقابل 1.2 مليار دولار، كما استحوذت شركة «بوست هولدينغز»، المنافسة لـ«كيليوغ»، على «8th Avenue» في صفقة بلغت 880 مليون دولار الشهر الماضي.
وفي ظل هذه المتغيرات، يواجه القطاع أيضاً ضغوطاً سياسية، خصوصاً مع تعيين روبرت كينيدي الابن مسؤولاً صحياً رفيعاً في الولايات المتحدة، والذي يقود حملة لإزالة الأصباغ الاصطناعية من الأغذية، مثل تلك المستخدمة في «فروت لوبس»، وكانت «كيليوغ» قد تعهدت بإزالة الألوان الصناعية من الحبوب المخصصة للمدارس بحلول العام الدراسي 2026-2027، لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً للحبوب التي تُستهلك خارج المدارس.