حافظت أسعد دولة في العالم على مركزها الأول لثماني سنوات متتالية؛ تصدرت فنلندا مجدداً تصنيف تقرير السعادة العالمي، بينما حلت الولايات المتحدة في المركز 24، وهو أدنى تصنيف لها في ثلاث عشرة نسخة من تقرير السعادة السنوي العالمي، الذي صدر اليوم 20 مارس، يوم السعادة العالمي للأمم المتحدة.
في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، أسهم تراجع السعادة والثقة الاجتماعية بشكل كبير في تصاعد الاستقطاب السياسي والتصويت ضد «المنظومة الحالية»، وفقاً للتقرير.
يعتمد التقرير على بيانات استطلاع غالوب العالمي الذي شمل أشخاصاً في 147 دولة، ويتم تقييم مستوى السعادة بناءً على متوسط تقييم الأفراد للحياة على مدى السنوات الثلاث السابقة، أي من عام 2022 إلى عام 2024.
والتقرير هو ثمرة شراكة بين غالوب ومركز أكسفورد لأبحاث الرفاهية وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وهيئة تحرير التقرير.
يطلب الاستطلاع من كل مشارك تقييم حياته ككل، وتستند التصنيفات إلى هذه التقييمات الحياتية، ولكن التقرير يتناول أيضاً ستة متغيرات رئيسية للمساعدة في تفسير تقييمات الحياة؛ الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر (الصحي) المتوقع، والحرية، والكرم، وإدراك الفساد.
صرحت إيلانا رون ليفي، المديرة العامة لمؤسسة غالوب «لا تزال دول الشمال الأوروبي، مثل فنلندا، تستفيد من أنظمة صحية وتعليمية واجتماعية عالية الجودة ومتاحة للجميع، كما أن هناك مساواة في الرفاهية».
تبقى فنلندا والدنمارك وأيسلندا والسويد، الدول الأربع الأولى، في ترتيبها نفسه لعام 2024 دون تغيير، بينما احتلت النرويج مرة أخرى المركز السابع.
في حين أن أنظمة الدعم الاجتماعي التي تُعنى برفاهية السكان تُعدّ مهمة لتصدر فنلندا التصنيف، إلا أن الناس يلعبون دوراً أيضاً، وفقاً لهيليويل، أحد المحررين المؤسسين لتقرير السعادة العالمي.
قال هيليويل إن دول الشمال الأوروبي تُصنّف من بين أفضل الدول من حيث الاهتمام بالآخر، «إن وجود منظومة للرفاهية لا يُلزم الجميع بالعثور على المحافظ المفقودة وإعادتها إلى أصحابها، لكن هذه شعوب تهتم بمن يعيشون معهم»، ويضيف هيليويل أن العقلية (الأقل تركيزاً على الماديات) للشعب الفنلندي تصبّ في مصلحته «ثقافياً هم يركزون على الجانب الشخصي للأفراد بدلاً من التركيز على وضعهم المادي».
ودخلت دولتان من أميركا اللاتينية، كوستاريكا في المركز السادس والمكسيك في المركز العاشر، قائمة العشرة الأوائل لأول مرة في تقرير عام 2025.
وقالت إيلانا رون ليفي، المديرة العامة لمؤسسة غالوب، إن سكان كلا البلدين يتمتعون «بشبكات اجتماعية قوية وتصورات راسخة حول اتجاه اقتصادهم وثقة عالية في قادتهم ومؤسساتهم».
بعد خروجها من قائمة العشرين الأوائل لأول مرة العام الماضي، احتلت الولايات المتحدة المركز الرابع والعشرين في أحدث تقرير عالمي عن السعادة.
وقالت إيلانا رون ليفي «يُعزى انخفاض مؤشر السعادة في الولايات المتحدة في عام 2024 جزئياً على الأقل إلى شعور الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً بسوء حالتهم، حيث يشعر شباب اليوم بانخفاض دعم الأصدقاء والعائلة، وحرية أقل في اتخاذ قراراتهم الحياتية، وتفاؤل أقل بشأن مستويات معيشتهم».
أولى تقرير العام الماضي اهتماماً خاصاً بالسعادة بين مختلف الفئات العمرية، مسلطاً الضوء على تراجع سعادة الشباب في العديد من البلدان.
الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة الناطقة باللغة الإنجليزية التي تواجه تحديات في مجال السعادة، فقد حلت المملكة المتحدة في المرتبة 23 بعد أن سجلت أدنى توقع لمتوسط الحياة الصحي منذ عام 2017، أما كندا التي شهدت انخفاضاً في تقييم السعادة على مدار العقد الماضي، فقد حلت في المرتبة 18.
أما الخمس الدول الأقل سعادة عالمياً فهي أفغانستان (المركز 147)، وسيراليون (المركز 146)، ولبنان (المركز 145)، وملاوي (المركز 144)، وزيمبابوي (المركز 143).