بلغ عدد الحيوانات النافقة على طرق لوس أنجلوس معدلاً قياسياً، ففي عام 2024 قدم المواطنون أكثر من 32 ألف طلب لإزالة الحيوانات النافقة من شوارع المدينة، وهو أعلى رقم مُسجَّل على الإطلاق، وفقاً لبيانات خدمات المدينة، بارتفاع بنسبة 10 في المئة في عام واحد فقط. لا تقتصر هذه الحوادث على مناطق محددة، بل تنتشر في جميع أنحاء لوس أنجلوس، حيث يتقاطع التطور الحضري المتزايد وحركة المرور الكثيفة مع موائل الحياة البرية الطبيعية، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الوفيات بين الفصائل المحلية، بما في ذلك الأبوسوم والظربان والذئاب والراكون، وحتى أسود الجبال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يُظهر تحليل أجراه مركز بيئة الطرق بجامعة كاليفورنيا أن حوادث دهس الغزلان والذئاب قد انخفضت، ولكن ليس بسبب تحسن الظروف، بل بسبب انخفاض أعداد هذه الفصائل الحيوانية من الحياة البرية، وفقاً لفريزر شيلينغ، مدير المركز.
قال فريزر شيلينغ «تُشكّل حوادث المرور أزمة جسيمة في كاليفورنيا وحول العالم، ومن شأن وجود سياج على جوانب الطرق أن يُقلّل من تعرّض الحيوانات البرية للاصطدام بالمركبات».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وهذه ليست مجرد مشكلة تتعلق بالحياة البرية، إذ تُكلّف حوادث الاصطدام بالحيوانات سكان كاليفورنيا أكثر من 200 مليون دولار سنوياً، وذلك من أضرار المركبات والإصابات ومطالبات التأمين.
ورغم العلامات التحذيرية الواضحة على الطُرق فإن البنية التحتية الحالية للوس أنجلوس لا تحمي الحياة البرية.
تُشكل الطرق السريعة تهديداتٍ كبيرة للحياة البرية، وخاصة أسود الجبال وقطط الوشق، ويهدف إنشاء معبر واليس أننبرغ للحياة البرية فوق الطريق السريع 101 إلى التخفيف من هذه التحديات من خلال توفير ممر آمن للحياة البرية، وإعادة ربط النظم البيئية المُجزّأة، وتعزيز التنوع البيولوجي.
واتخذت لوس أنجلوس خطوات نحو التخطيط الاستباقي، إذ يقترح مشروع قانون منطقة الحياة البرية الحفاظ على موائل الحيوانات في التلال من خلال الحد من التطوير والتلوث الضوضائي، وبناء الأسوار.
وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، يُمكن أن يُقلل التخطيط الاستباقي بشكل كبير من حوادث تصادم الحيوانات بالمركبات، ويُمكن أن يُقلل بناء الأسوار ومعابر الحياة البرية في 1 في المئة فقط من أخطر أجزاء الطرق في كاليفورنيا من وفيات الحيوانات في تلك المناطق بنسبة 85 في المئة، ووصفت الدراسة حوادث دهس الحيوانات على الطرق بأنها «كارثة طبيعية يُمكن الوقاية منها ومعالجتها».