أعلنت شركة أبل استثماراً بقيمة 500 مليون دولار في شركة إم بي ماتيريالز الأميركية المتخصصة في المعادن النادرة، ضمن اتفاق يهدف إلى دعم سلسلة التوريد المحلية وتقليل الاعتماد على الصين، في وقت تتعرض فيه الشركة لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل تصنيع أجهزتها إلى داخل الولايات المتحدة. وبموجب الاتفاق، ستشتري أبل المغناطيسات النادرة مباشرة من إم بي ماتيريالز، إلى جانب التعاون في إنشاء خط لإعادة التدوير في كاليفورنيا لاستخدام المواد المعاد تدويرها في منتجاتها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
جزء من استثمار ضخم بقيمة 500 مليار دولار
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة استثمارية أوسع بقيمة 500 مليار دولار أعلنت عنها أبل مطلع العام، لتعزيز وجودها الصناعي داخل أميركا، استجابةً لمطالب إدارة ترامب بتوطين الصناعات التكنولوجية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتعد المعادن النادرة مكوناً أساسياً في العديد من المنتجات مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات والطائرات المقاتلة، وتُعد ورقة تفاوض حساسة في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، خاصةً أن الصين تهيمن على 92% من عمليات المعالجة العالمية لهذه المعادن.
الشراكة تدعم الابتكار الأميركي
قال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في بيان صحفي إن الابتكار الأميركي هو المحرك لكل ما نقوم به في أبل، ونحن فخورون بتعميق استثماراتنا في الاقتصاد الأميركي، هذه الشراكة ستعزز إمدادات المواد الحيوية لصناعة التكنولوجيا داخل الولايات المتحدة.
تصنيع مغناطيسات أبل في تكساس بدءاً من 2027
تقوم منشأة "إم بي ماتيريالز" في فورت وورث، تكساس، بإنشاء خطوط إنتاج جديدة لصناعة مغناطيسات مخصصة لمنتجات أبل، ومن المتوقع أن تبدأ الشحنات في عام 2027، لتغطي لاحقاً "مئات الملايين من أجهزة أبل، بحسب الشركة".
كما ستوفر هذه التوسعة عشرات الوظائف الجديدة، إلى جانب برامج تدريب لتأهيل الكوادر الأميركية في مجال تصنيع المغناطيسات.
اصنعوا الآيفون في أميركا
في منشور على منصة "تروث سوشيال" في مايو، كتب الرئيس الأميركي: أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع تصنيع الآيفون الذي يُباع في الولايات المتحدة داخل أميركا، وليس في الهند أو أي مكان آخر، وإذا لم يحدث ذلك، يجب على أبل دفع رسوم جمركية لا تقل عن 25%.
ورغم ذلك، لم تُعلن أبل عن خطط لنقل تصنيع الآيفون إلى داخل الولايات المتحدة، وهو خيار يرى الخبراء أنه صعب التنفيذ بسبب نقص العمالة المتخصصة في البلاد.
نقص الكفاءات يعرقل التصنيع المحلي
يشير الخبراء إلى أن تصنيع الآيفون يتطلب مهارات نادرة ومعرفة تقنية متقدمة في مجالات مثل الروبوتات الدقيقة وهندسة المكونات الإلكترونية، وهي قدرات متوفرة حالياً بشكل أكبر في الصين ودول آسيوية أخرى.
وقد أشار تيم كوك في تصريحات سابقة إلى أن القوة العاملة في الصين تجمع بين المهارة الحرفية والروبوتات المتقدمة وعلوم الحاسوب، ما يجعل نقل التصنيع إلى أميركا تحدياً كبيراً.
المعادن النادرة: مورد استراتيجي بيد الصين
رغم تسميتها بالنادرة، فإن هذه المعادن متوفرة في قشرة الأرض، لكن استخراجها ومعالجتها يتطلب تقنيات باهظة ومعقدة.
وتُعد الصين اللاعب المسيطر عالمياً في معالجة هذه العناصر، ما يمنحها نفوذاً استراتيجياً في سلاسل الإمداد العالمية.
لكن صفقة أبل مع "إم بي ماتيريالز" قد تمنح الشركة الأميركية موطئ قدم في هذا القطاع الحرج، وتتماشى في الوقت نفسه مع التزام أبل المتواصل باستخدام مواد معاد تدويرها في أجهزتها.