بلغ معدل البطالة في أميركا نحو 4 في المئة أو أقل خلال عام ونصف، واكتسب الاقتصاد 314 ألف وظيفة كل شهر في العام الجاري حتى مايو أيار، وبذلك فقد أثبت الإنفاق والاستثمار حالياً قوتهما في الولايات المتحدة، بالتزامن مع ارتفاع معنويات المستهلكين، وتقلد الكثير للوظائف الراغبين في الحصول عليها، مع تقاضي البعض رواتب أعلى، فضلاً عن نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المئة خلال الربع الأول.
قد يشير نمو الوظائف إلى صحة الاقتصاد، لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قال إنه يريد أن يرى مزيداً من الركود في سوق العمل من أجل خفض التضخم، مضيفاً أن قلة عدد الأشخاص الذين يلاحقون الكثير من الوظائف سيتسبب في ارتفاع الأجور وسيزيد من الضغط التصاعدي على الأسعار.
من جهته، أفاد مكتب إحصاءات العمل يوم الخميس بأن عدد الوظائف المتاحة في الولايات المتحدة انخفض في مايو أيار بعد زيادة طفيفة في الشهر السابق.
وانخفضت فرص العمل الشاغرة إلى 9.82 مليون في نهاية مايو أيار، بانخفاض من 10.3 مليون في أبريل نيسان، وفقاً لأحدث تقرير حول فرص العمل ودوران العمالة.
تأثير البطالة في أميركا على التضخم
وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن إضافة الولايات المتحدة نحو 223 ألف وظيفة الشهر الماضي، بانخفاض كبير عن 339 ألف وظيفة في مايو أيار، وذلك بعدما خالف شهري أبريل نيسان ومايو أيار توقعاتهم بحدوث انخفاض حاد في تقرير التوظيف الشهري.
ومن أجل إعادة البطالة في أميركا إلى نسبة 5 في المئة، يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة، لكن بعض الاقتصاديين بدأ الشك يساورهم في هذا الشأن.
لعقود من الزمان، قال الاقتصاديون إن 5 في المئة هو المعدل الطبيعي للبطالة في اقتصاد صحي ومستقر، لكن في أبريل نيسان وصل معدل البطالة إلى 3.4 في المئة، مع وصول متوسط البطالة على مدى 12 شهراً إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 3.6 في المئة.
قال كبير الاقتصاديين في «آر إس إم» في الولايات المتحدة غو بروسولاس، إن «معدلات النمو والبطالة عند هذه المستويات علامة على انتعاش غير عادي من الركود السابق.
اليوم، نعتقد أن المعدل الطبيعي للبطالة يقترب من 4 في المئة، ما يعكس مزيجاً من مكاسب الكفاءة مدفوعة بالتكنولوجيا والعوامل الديموغرافية التي تثبّط البطالة بشكلٍ عام».
وأضاف أن كفاءة البحث عن وظائف عبر الإنترنت والقدرة الجديدة على العمل من المنزل تعني أن الخلاف في العثور على عمل أقل من أي وقت مضى، وذلك قد يؤدي إلى خفض معدلات البطالة في أميركا بشكل دائم.
وأوضح أن التقاعد الجماعي وتباطؤ معدلات الهجرة والتأثيرات الصحية طويلة الأجل للجائحة، قد أسهمت أيضاً في تغيير سوق العمل بشكل دائم.
من الواضح أن الناس يشعرون بالرضا الآن، لذلك فإن عاداتهم الاستهلاكية لا تتغير.
وفي اقتصاد يمثّل فيه الإنفاق الاستهلاكي نحو 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لأميركا، يجب أن تكون لديك عوامل سلبية كبيرة تنتقص من بقية الاقتصاد حتى تتسبب بالفعل في حدوث ركود.
قال بروسولاس «ربما حان الوقت لقبول أن هذا هو الوضع الطبيعي الجديد».
التوترات عالية في الاحتياطي الفيدرالي
أجرى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي نقاشاً حاداً حول ما إذا كان عليهم رفع أسعار الفائدة مرة أخرى قبل أن يقرروا في نهاية المطاف الاحتفاظ بها في يونيو حزيران، وفقاً لمحضر الاجتماع الأخير، الذي صدر يوم الأربعاء.
كما بدوا ملتزمين إلى حد ما برفع الأسعار مرة أخرى في اجتماعهم المقبل في وقت لاحق من الشهر الجاري، واتفق جميع صنّاع السياسة على أنه من المرجح أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى فرض مزيد من تضييق الخناق هذا العام.
(نيكول غودكايند – CNN)