سواء كنت مع الاحتفال بفعاليات عيد الحب 2024 أو ضدها، فإن هذا اليوم الموافق 14 فبراير شباط من كل عام، يُعتبر مناسبة مثالية للمشاريع المتخصصة في الورود وإكسسوارات السيارات ومستحضرات التجميل، و الشوكولاتة للانتعاش بفضل ارتفاع نسبة الطلبات على منتجاتها.

الأمر تعدى دمية الدب (تيدي) الأيقونية الشهيرة وغيرها من الدمى المحشوة، فأصبح المحبون في كل أرجاء العالم يتهافتون لإهداء ذويهم ما يناسبهم، وفي المنطقة العربية، فإن توجه المستهلك نحو اقتناء هدية يختلف من دولة إلى أخرى؛ ففي الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، تهيمن الورود على خياراتهم، على عكس المغرب، إذ يفضّل المحبون فيها إهداء مستحضرات التجميل.

كيف يبدو عيد الحب في الوطن العربي؟

تختلف أذواق المحبين للاحتفال بعيد الحب، على عكس الولايات المتحدة الأميركية التي ترتفع فيها معدلات شراء الحلوى وبطاقات المعايدة، وفقاً لما أورده الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، وعكس أوروبا التي يفضل المستهلكون فيها الهدايا العملية مثل وجبة معدة منزلياً، أو نزهة قصيرة، وفقاً لمؤشر ماستركارد للحب السنوي، فإن المنطقة العربية تبدو أكثر عاطفية، إذ تفضل الورود.

ترتفع نسبة طلبات الورود والهدايا بنسبة 75 في المئة خلال عيد الحب في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لما جاء في تقرير مشترك بين سوق (فلو واو) للهدايا، ومنصة (أدميتاد) للتسويق.

وأوضح التقرير أن العام الماضي شهد ارتفاعاً في نسبة المبيعات بشكل أكبر في قطاعات الورود بنسبة 75 في المئة، والساعات بنسبة 20 في المئة.

أظهر التقرير الذي اعتمد على بيانات فبراير شباط 2023، أن الورود هي الخيار الأكثر شعبية بنسبة 96 في المئة عامةً، وفي الإمارات خاصةً، إذ يطلبها 80 في المئة من المحبين، إضافةً إلى المجوهرات.

خلال العام ذاته، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها السوق الأسرع نمواً لشركة (فلو واو)، وقد تجلى هذا النمو من خلال زيادة حجم المبيعات بمقدار ستة أضعاف.

وهناك بعض الهدايا المختلفة الأخرى، مثلاً في المغرب، يفضلون تقديم منتجات التجميل، بنسبة وصلت إلى 11 في المئة، بينما تأتي إكسسوارات السيارات أو السلع المتعلقة بها في أهم التفضيلات في السعودية.

اقتصاد الحُب في مصر

«عايزة ورد يا إبراهيم»؛ هكذا اعتاد المصريون السخرية من هدايا عيد الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالاستعانة بجملة شهيرة من أحد الأفلام المصرية، وتظل مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة في مصر مختلفة إلى حد ما.

من نزهة نيلية أو رحلة إلى البحر إلى وجبة من أحد المطاعم، يحاول المصريون الاحتفال بعيد الحب بشتى الطرق، وبعدما كشفت دراسات عن ارتفاع نسبة إنفاقهم على الهدايا، فإن اقتصاد الحب في مصر لعام 2024 يواجه تضخماً، وارتفاعاً في معدلات البطالة، وأزمة الدولار وتدهور قيمة الجنيه.

خلال العام الماضي، بلغ متوسط إنفاق المصريين نحو 33 دولاراً للفرد على الهدايا، وفقاً لتقرير (فلو واو)، ليصبحوا في المركز الثاني بعد السعودية بمتوسط يصل إلى 40.3 دولار.

وعلى الرغم من توقعات (فلو واو) بارتفاع الاتجاه المتزايد للهدايا عبر الإنترنت في الوطن العربي، فإن علامات الاستفهام تحوم حول المستهلك المصري على وجه الخصوص؛ نظراً للأزمة الاقتصادية.

ويصل سعر باقة الورود المكونة من 15 وردة إلى نحو 1500 جنيه على الأقل، وقد تصل إلى 9500 جنيه حسب نوع الورد المستخدم في الباقة، وفقاً لبيانات متجر (فلاورد) لبيع الورود عبر الإنترنت في مصر.

أما في حالة اللجوء إلى العطور، فإن متوسط سعر عطر العلامات التجارية الشهيرة يتراوح بين أربعة آلاف، وستة آلاف جنيه، وفقاً لبيانات المتاجر الإلكترونية.

وفي حالة اختيار وجبة في أحد المطاعم، فإن تضخم أسعار الغذاء في مصر، الذي بلغ 27 في المئة، وفقاً لتقرير البنك الدولي في أول فبراير شباط 2024، قد يثني المحبين عن الخروج للطعام، ما يصعّب من مهمة الاحتفال بعيد الحب 2024.