لطالما كان مفهوم المرحضة أو ما يعرف بالبيديه غريباً بالنسبة للعديد من الدول، لكن هذه الصناعة شهدت طفرة هائلة في الولايات المتحدة إبان جائحة كورونا عندما عانى المتسوقون من نقص ورق المرحاض، فضلاً عن المخاوف البيئية المتعلقة بالأشجار والورق و النفايات.
وفي حين شهدت بعض المنتجات أو الصناعات طفرة قصيرة أثناء الجائحة، مثل صناعة الأقنعة، وتبني الحيوانات الأليفة، واشتراكات زووم، إلا أن صناعة البيديه استمرت في الانتعاش، وتمكنت من الحفاظ على نمو المبيعات.
على الرغم من أن الأمر استغرق نقصاً في ورق المرحاض، حتى وصل البعض إلى اختراع القرن الثامن عشر، فقد أصبحت البدائل المائية لورق المرحاض رائجة في معظم أنحاء العالم، إذ يسوّق لها مستخدموها عبر جعل هذه الأجهزة أكثر استدامة ونظافة.
قال جيمس لين، مؤسس موقع (بيديه كينغ دوت كوم) إن منتجات البيديه بيعت بالكامل خلال الجائحة، كما نمت أعماله بشكل كبير، حتى واجه الموقع أزمة إمدادات هائلة، واضطر إلى شحن حاويات باهظة الثمن لتلبية الطلبات، مؤكداً أن هذه الطلبيات نفدت بالكامل حتى قبل أن تصل إلى المستودع.
ووفقاً لبعض التقديرات، نما سوق البيديه بأكمله مرتين إلى ثلاث مرات خلال عام 2020، وحققت شركة توشي، التي تصنع ملحق مقعد عصرياً، إيرادات قدرها 40 مليون دولار في عام 2020 مقابل 8 ملايين دولار في عام 2019، حسب ما قالت مؤسستها ميكي أغراوال لشبكة CNN.
وأفاد موقع (بيديه كينغ دوت كوم) بأن المبيعات الأميركية من البيديه نمت بنسبة 20 في المئة على الأقل كل عام منذ الجائحة، واقتربت الزيادة من نسبة 30 في المئة بحلول عام 2023.
تعدد الخيارات
مع ازدهار هذه الصناعة، بدأ المصنعون إطلاق خيارات فاخرة من البيديه لمحبي التميز والرفاهية، إذ تبيع شركة توتو اليابانية لصناعة مقاعد الشطاف الإلكترونية مغسلة بمبلغ يصل إلى 1420 دولاراً، وهي مجهزة بنظام تسخين المياه، الذي يسخن مقعد المرحاض وتيارات المياه النفاثة، وجهاز تحكم لاسلكي عن بُعد مع إعدادات رش متعددة، ومجفف آلي، كما تبيع الشركة مرفقاً للشطاف بسعر يبدأ من 99 دولاراً.
كما توجه بعض العملاء إلى الخيارات الإلكترونية التي تحتوي على إعدادات مختلفة لدرجة الحرارة والضغط.
وقال لين إن النوع الأكثر شيوعاً من البيديه في الولايات المتحدة هو ملحق غير كهربائي يرش الماء البارد فقط، ويوجد بسعر أقل من 50 دولاراً على المتاجر الإلكترونية مثل أمازون.
من جهته، قال ديريك روكر، أستاذ التسويق في كلية كيلوغ للإدارة لشبكة CNN، إن صناعة البيديه ستحتاج إلى أن تصبح عرفاً اجتماعياً في الولايات المتحدة، مثل دمجها في بناء المزيد من المنازل الجديدة.
يعود سبب عدم استخدام الشطاف في أميركا إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كما شهدت طفرة البناء التي حدثت في سنوات ما بعد الحرب بناء أنظمة سباكة بدون شطاف.
وقالت أغراوال، إنها انجذبت إلى هذه التجارة لأنها كانت ممارسة معتادة نشأت فيها مع أب هندي وأم يابانية، إذ تمتاز بلادهما باستخدامه.
وبالنسبة للكثيرين، كانت النظافة القائمة على المياه راسخة في ثقافتهم منذ قرون مضت؛ على سبيل المثال، بالنسبة للمسلمين، يضع الفقه الإسلامي مبادئ توجيهية صارمة بشأن الاغتسال.
(راميشا ماروت – CNN)