يلقي الكثيرون بالعملات المعدنية في النوافير وأحياناً في الآبار والأنهار منذ قرون عديدة لجلب الحظ السعيد، لكن الجهة التي تجمع كل تلك النقود الملقاة قد تكون هي صاحبة الحظ الأوفر في نهاية المطاف.. فأين تذهب تلك النقود؟

وبعض النوافير المعروفة يمكن أن تجمع آلاف الدولارات نقداً كل عام.

وتراكم ما يقرب من 1.5 مليون دولار من العملات المعدنية في فونتانا دي تريفي الإيطالية في 2016، وفقاً لتقرير إن.بي.سي، ولم ترد المنظمة التي تجمع هذه العملات على طلب شبكة CNN للحصول على أرقام محدّثة.

وقال متحدث باسم «مول أوف أميركا» في منيابوليس لشبكة CNN إن النوافير تجمع نحو 25 ألف دولار سنوياً، وتفيد التقارير بأن آلاف الدولارات تتراكم سنوياً في نوافير أخرى بما في ذلك تلك التي تقع عبر متنزهات ديزني وصالات لاس فيغاس.

وأفادت إن.بي.سي بأن مؤسسة كاثوليكية غير هادفة للربح تتلقى العملات من فونتانا دي تريفي بعد أن يجمعها عمال مدينة روما كل ليلة، وتوزع على المؤسسات الخيرية، وفي الوقت ذاته، يمكن للمنظمات غير الربحية أن تتقدم بطلب للحصول على المال من تبرعات النافورة في مول أوف أميركا.

ولكن في أماكن أخرى قد تظل العملات في قاع النوافير.

تاريخ إلقاء العملات في النوافير

طاقم عمل فيلم «ثلاثة قروش في النافورة» أثناء رميهم للفكة في نافورة في روما في موقع تصوير الفيلم في 1954. (CNN)

على الرغم من أن أصل تلك الممارسات غير معروف، فإن العرف يعود إلى علم الأساطير الرومانية-البريطانية والحضارة الكلتية، وتنبثق الفكرة من أناس أرادوا ترك نقود للأرواح أو القوى الخارقة التي توجد في الطبيعة.

وأحد أقدم الأمثلة هو بئر تقع في مقاطعة نورثمبرلاند في إنجلترا، حيث يلقي الناس بالنقود، وعُثِر على آلاف العملات النقدية داخل البئر من حقبة ما بين القرنين الأول والخامس، وفقاً للباحثين في جامعة يوك ايرفين، ما أثبت أن الناس كانوا يلقون بالعملات منذ أجيال.

وقال عالم الأنثروبولوجي وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة كاليفورنيا، بيل موريه، إن العديد من الثقافات كانت تقدّم الطعام والحجارة الخاصة والمصنوعات الأثرية والنقوش والأعشاب لعالم الأرواح.

وأضاف «لا يتعلق الأمر كثيراً بالدفع، ولكن كيف أن العملة ذاتها تمتلك قدرات شبه سحرية يعتقد الناس أنها تأتي مصاحبة لها».

التطور المفاجئ لإلقاء العملات في النوافير

وتطور هذا التقليد مع مرور الزمن، ولم يعد مقتصراً على المياه، وقال عالم الأنثروبولوجي في جامعة توبينغين في ألمانيا، ستيفان كرمنتشيك، إن هناك حوادث موثقة في شرق آسيا تظهر الناس وهي تلقي بالعملات المعدنية في محركات الطائرات كوسيلة لجذب الحظ السعيد أثناء صعودهم على متن الطائرة.

وفي عام 2017، تسببت امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً في تأخير رحلة في شنغهاي لمدة خمس ساعات بعدما ألقت بالعملات التي بحوزتها في محرك الطائرة.

(سامانثا كيلي – CNN)