مع زيادة الإقبال على شراء الحقائب النسائية الفاخرة في السنوات الأخيرة، تحولت تلك الحقائب إلى استثمار مالي، وظهرت أسواق موازية في هذا المجال، إذ يمكن أن يعادل سعر حقيبة يد نسائية جلدية بقياس 15 × 20 سنتيمتراً سعر سيارة صغيرة.
وقالت نجمة وسائل التواصل الاجتماعي ماي بيرتلو المتخصصة في السلع الفاخرة المستعملة ومديرة المنتجات في فينتد لوكالة فرانس برس إن قيمة بعض الحقائب تزيد أحياناً «فور الخروج من المتجر».
وتزداد الحسابات المختصة في «الاستثمار» في حقائب اليد على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت بشكل سريع، وهي تجتذب خصوصاً الشابات اللائي لا تتوافر لديهن الإمكانات للاستثمارات التقليدية.
لكن هذه الاستثمارات لا تخلو من المخاطر، بحسب لِيا لوجون، مؤسسة موقع «بلان كاش» الفرنسي لتعليم الاستثمار للنساء، التي تنصح مثلاً بعدم المشاركة في المزاد في اليوم الرئيسي تفادياً «للانجرار» إلى لعبة المزايدات.
وباتت دور المزادات تعوّل كثيراً على هذا الاهتمام بحقائب اليد الفاخرة المستعملة، وتوليها اهتماماً لا يقلّ عن تركيزها على بيع لوحات كبار الفنانين.
الشنط الفاخرة من هيرميس وشانيل
واستعاضت دار «كريستيز» مثلاً عن قسم الأزياء لديها بقسم للإكسسوارات، وحققت من خلالها مبيعات بقيمة 35.8 مليون دولار في عام 2023.
وتوضح مديرة هذا القسم لوسيل أندرياني أن «الطلب كبير جداً»، مشيرة إلى أن «النموّ الذي يشهده هذا القسم استثنائي»، وتفيد بأن 61 في المئة من الزبائن في قطاعها هم من جيل الألفية الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً، وأكثر من نصفهم يشاركون للمرة الأولى في المزادات الحضورية أو الافتراضية للدار.
وتقول رئيسة قسم المنتجات الجلدية في منصة «كولِّكترز سكوير» المتخصصة التي أسسها موظفون سابقون في دار «آركوريال» سارة بناني، إن ثمة منتجات ذات قيمة مؤكدة في هذه السوق، ومنها حقيبتا بيركين وكيلي من دار هيرميس، والإصدارات المحدودة من حقائب سبيدي، وحقائب لوي فيتون القديمة، وحقائب شانيل المصنوعة من الجلود غير التقليدية والتي شهدت أسعارها والطلب عليها زيادة كبيرة منذ إعلان دار الأزياء توقفها عن استخدام هذا النوع من الجلود.
وتعرض «كريستيز» و«كولِّكترز سكوير» حقائب «بيركين» في المزادات بسعر يبدأ من نحو 100 ألف دولار، في حين أنها قد تباع أحياناً بسعر نهائي فعلي يصل إلى نحو نصف مليون دولار.
فالدُور المنتجة لهذه الحقائب تدير ببراعة لعبة العرض والطلب، فتحرص هيرميس مثلاً على عدم بيع أي قطعة من حقيبة بيركين إلّا على قائمة الانتظار، ما يؤدي إلى نشوء اقتصاد موازٍ وإلى مبيعات قياسية عبر المنصات.
ورفع شخصان من ولاية كاليفورنيا الأميركية دعوى قضائية ضد العلامة التجارية الفرنسية بعدما سئما الانتظار، متهمين إياها بانتهاج نظام يشجع المستهلكين على شراء كمية من الإكسسوارات لكي يكسبوا مكانة كافية تخوّلهم شراء بيركين.
أما حقيبة 2.55 المبطّنة الشهيرة ذات السلسلة من شانيل فكانت تباع بنحو 1600 دولار عام 2005، لكنّ ثمنها ناهز 11 ألف دولار في عام 2024، بزيادة قدرها نحو 20 في المئة في عام واحد فحسب.
وتوضح الدار الباريسية رداً على سؤال عن هذه الزيادة أن التضخم أثر على أسعار المواد الخام، فضلاً عن صعوبة الحصول على هذه المواد.