تكوين الثروة قد يكون أمراً سهلاً للمبتكرين وأصحاب المهارات كذلك بعض المهن ذات العائد الكبير، لكن الحفاظ على تلك الثروة هو الطريق الأصعب، ولنا في لاعبي كرة القدم المعتزلين نموذج.

وعلى الرغم من أن لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز يحصلون على ما متوسطه 70 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، فإن لاعبي كرة القدم سيئون جداً في إدارة شؤونهم المالية، إذ تشير دراسات إلى أن 40 في المئة من لاعبي كرة القدم يفلسون في غضون خمس سنوات من التقاعد.

وأفادت تقارير بأن لاعبي منتخب إنجلترا السابقين إيميل هيسكي وويس براون تلقوا أوامر إفلاس مؤخراً، بعد أن بلغت قيمة هيسكي ما يقدر بنحو 12 مليون جنيه إسترليني عام 2009، كما ناضل النجمان السابقان ديفيد جيمس وبول غاسكوين لإنقاذ نفسهما مالياً، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

إذاً، ما الدروس التي يمكن أن نتعلمها من أخطائهم؟ المستشارون الماليون يجيبون.

1. عدم وجود خطة للادخار

الإنفاق المتهور وعدم وجود خطة للادخار هو الرذيلة المالية الأولى لديهم.. يقول كريس ريد، من شركة ستونهيل المالية، الذي يعتني بالشؤون المالية لثمانية من نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز «معظم لاعبي كرة القدم يأتون من خلفيات بسيطة إلى حد ما، مع آباء عاملين».

وأضاف «غالباً ما يتم اكتشافهم في سن مبكرة حتى ينتقلوا من عيش حياة طبيعية إلى كسب خمسة أرقام في الأسبوع.. هذا مبلغ كبير بالنسبة لأي واحد منا ولكن بالنسبة لشخص في سن المراهقة ليس لديه خبرة مالية، فهذا أكثر مما يجب تحمله».

2. نمط الحياة الباذخة

يُعرف لاعبو كرة القدم بأنماط حياتهم الباذخة، لكن إنفاقهم يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة.. ومع حياتهم المهنية القصيرة الأمد، فإن الإنفاق المتهور قد يعني أنهم يجدون أنفسهم بلا أموال بحلول سن 35 عاماً ما لم يضعوا مدخراتهم جانباً.

يقول ريد «الأمر ليس بتلك السهولة لأنهم يحصلون على عشرات الآلاف كل شهر، لذا إذا أضاعوا كل شيء، فإنهم يعلمون أن الأموال ستعود في الشهر المقبل.. فمن الطبيعي أنهم يريدون كل الأشياء التي رأوها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حفلات القوارب، والعطلات الكبيرة، والسيارات الفاخرة».

وينصح ريد عملاءه بتخصيص 10 في المئة من إجمالي أرباحهم للمدخرات والاستثمارات والمعاشات التقاعدية، ويقول «إن التأثير التراكمي المتمثل في توفير ما بين 10 و12 في المئة من أرباحك يتزايد بشكل ثابت ومن المفترض أن يترك لهم ما يكفي».

ويقول المستشار إنه إذا التزم لاعب الدوري الممتاز العادي بهذه العادة منذ سن 19 عاماً، فسيحصل على 7 إلى 8 ملايين جنيه إسترليني بحلول سن 35 عاماً، بافتراض عوائد سنوية تتراوح بين 4 و5 في المئة.

3. التخطيط للتقاعد

الدرس التالي هو عدم التخطيط للتقاعد.

يقول ريد إن العديد من لاعبي كرة القدم مذنبون بمحاولة جمع الأموال في مدخراتهم بعد فوات الأوان، غالباً في السنوات الخمس الأخيرة من حياتهم المهنية، وهذا يشبه إلى حد كبير عندما يدرك الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاماً أن عليهم زيادة معاشاتهم التقاعدية.

ويقول «لقد فات الأوان إذ لن تستفيد من التأثير التراكمي لاستثمار تلك الأموال بمرور الوقت بفضل العوائد المركبة»، هذا بالإضافة للتقيد بالبدلات.

4. الاستثمارات عالية المخاطر

كما يميل لاعبو كرة القدم أيضاً إلى الانجراف إلى استثمارات مبهرجة ولكنها عالية المخاطر، وغالباً ما تنتهي هذه الأمور بكارثة، إذ يخسر المستثمرون الكثير من رأس المال الذي وضعوه في المشروع.

يقول ريد «ينبغي عليهم ألّا ينفقوا أموالهم في استثمارات مثيرة وغريبة تنطوي على مخاطر عالية وعوائد عالية، وبدلاً من ذلك نتجه نحو الاستثمارات الرئيسية التي ستدر عائداً يتراوح بين 4 و5 في المئة سنوياً».

يقول ريد «الملل أمر جيد عندما يتعلق الأمر بالاستثمار».

5. العملات المشفرة

لاعبو كرة القدم معرضون أيضاً للوقوع في البدع التي يروج لها المؤثرون الماليون على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل العملات المشفرة، لكن هذه يمكن أن تكون قرارات كارثية إذا تم تنفيذها بشكل خاطئ.

يقول ريد «إذا كنت تريد المخاطرة، فيجب أن يكون ذلك من ميزانية الإنفاق الخاصة بك وليس من مدخراتك.. لن تأخذ المال الذي خصصته لمعاشك التقاعدي وتراهن به في سبق للخيل.. نحن لا نحاول تحقيق ربح سريع، بل يتعلق الأمر بالنمو طويل الأجل».