انعكست تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)، جيروم باول، وأعضاؤه، توماس باركين وجون ويليامز، على الأسواق بشكل فوري، حيث تراجع مؤشرا إس آند بي وداو جونز وارتفع الذهب إلى قمة جديدة.
كما انعكست التصريحات على توقعات المحللين والمستثمرين لخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري 2024.
قال جيروم باول، في منتدى واشنطن الاقتصادي للاقتصاد الكندي في مركز ويلسون، إن السياسة النقدية قد تستمر لمزيد من الوقت لتحقيق أهدافها، وهو التصريح الذي دفع المستثمرين لتقييم خفض واحد في 2024 بدلاً من خفضين.
وذكر رئيس الاحتياطي الفيدرالي خلال منتدى واشنطن حول الاقتصاد الكندي يوم الثلاثاء «في الوقت الحالي، نظراً لقوة سوق العمل ومعدل التضخم، من المناسب السماح للسياسة التشديدية بالاستمرار والسماح للبيانات والتوقعات الجديدة بإرشادنا».
وتأتي هذه التعليقات والتصريحات بعد صدور بيانات تضخم مارس آذار التي جاءت ساخنة وأعلى من المتوقع، حيث كشفت بيانات مارس آذار عن صعود مؤشر أسعار المستهلكين السنوي إلى 3.5 في المئة، وصعود مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي السنوي إلى 3.8 في المئة، فيما بلغ متوسط قراءات الشهور الثلاثة منذ بداية العام 4.5 في المئة.
وبحسب أداة متابعة الفيدرالي من انفستنج، فإن الأسواق تستبعد خفض الفائدة في اجتماعات مايو آذار أو يونيو حزيران أو يوليو تموز، وتتوقع أن يأتي الخفض الوحيد في 2024 في اجتماع سبتمبر أيلول.
ويذكر أن الأسواق بدأت العام بتوقعات بخفض الفائدة بـ1.5 في المئة في 2024 ثم انخفضت التوقعات إلى 0.75 في المئة بعد أن أعلن الفيدرالي في الدوت بلوت (وهو مخطط نقطي لبنك الاحتياطي الفيدرالي عبارة عن رسم بياني يسجل توقعات كل مسؤول في بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل للبنك المركزي ويتم تحديثه كل ثلاثة أشهر) عن توقعاته بخفض 75 نقطة أساس في 2024 في ثلاثة اجتماعات، وهو ما يبدو أنه سيتغيّر في اجتماع الفيدرالي المقبل الذي سيعلن فيه توقعات الفائدة والدوت بلوت.
تراجع سوق الأسهم
تفاعلت الأسواق مع توقعات الفائدة فور تصريحات باول، حيث تراجع مؤشر إس آند بي 500 إلى مستويات الـ5000 آلاف نقطة، ويتداول الآن في أدنى مستوى في أبريل نيسان، والأدنى منذ 5 مارس آذار الماضي، كذلك هبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى أدنى مستوى منذ 25 يناير كانون الثاني 2024 بعد خسائر متتالية تكبدها المؤشر الصناعي في أبريل نيسان الجاري.
وذلك قبل ان تغلق وول ستريت على تباين، يوم الثلاثاء، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما يقيم المستثمرون المسار المرجح لأسعار الفائدة في ظل استمرار ارتفاع التضخم.
ووفقا للبيانات الأولية، تراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 10.67 نقطة أو 0.21 في المئة ليغلق عند 5051.15 نقطة. وهبط المؤشر ناسداك المجمع 21.94 نقطة أو 0.12 في المئة إلى 15863.08 نقطة. وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 60.74 نقطة أو 0.17 في المئة إلى 37799.34 نقطة.
صعود الذهب
وارتفع الذهب حتى وقت كتابة التقرير إلى نحو 2,410 دولارات للأوقية صعوداً بـ1.14 في المئة، وكذلك ارتفعت أسعار الذهب الفورية إلى 2393.6 دولار للأوقية صعوداً بنسبة 0.44 في المئة.
وسجل مؤشر الدولار الأميركي في الوقت الحالي 106.1 مقابل سلة من العملات الأجنبية وعلى رأسها اليورو.