بعد فترة صعودية استثنائية للأسهم الأميركية، وصلت خلالها العديد من أصولها إلى أعلى المستويات على الإطلاق، يبدو أن هذه الأوقات انتهت مع عودة مؤشر الخوف والجشع من منطقة «الجشع» إلى منطقة «الخوف»، لأول مرة منذ نوفمبر تشرين الثاني 2023.
وتشير العاطفة التي تحرك سوق الأسهم في الوقت الحالي إلى دخول سوق الأسهم منطقة «الخوف» عند النقطة 31 على مؤشر الخوف والجشع حتى يوم الجمعة بنهاية تعاملات الأسواق الأميركية.
كيف يتم استخدام مؤشر الخوف والجشع؟
يمكن للمستثمرين في سوق الأسهم إدارة مخاطر محافظهم الاستثمارية على أساس مؤشر الخوف والجشع، من خلال زيادة مخصصاتهم النقدية عندما تتجه الأسواق نحو الانخفاض، وزيادة تخصيص أسهمهم عندما تتجه الأسواق نحو الارتفاع.
وتستخدم هذه الأداة معنويات سوق الأسهم لتحديد التخصيص النقدي المثالي في محفظتك، ويتم ذلك من خلال مراقبة الأسهم في السوق ومعرفة النسبة المئوية للأسهم التي في اتجاه هبوطي، فكلما ارتفعت النسبة المئوية للأسهم في الاتجاه الهبوطي، زادت مخصصاتنا النقدية.
وعندما تكون معنويات السوق هبوطية، وتبدأ معظم الأسهم في الدخول في اتجاه هبوطي، ستزيد هذه الاستراتيجية من تخصيصها النقدي لحماية محفظة المستثمر من عمليات السحب الكبيرة.
لكن عندما تبدأ السوق في التعافي وتتحول معنويات السوق إلى الاتجاه الصعودي، ستتحول الاستراتيجية تدريجياً من النقد إلى الأسهم للاستفادة من ارتفاع الأسعار أثناء التعافي.
تراجع الأسهم الأميركية
سجلت سوق الأسهم الأميركية ارتفاعاً قوياً ومتواصلاً منذ بداية عام 2024، لكن هذا الارتفاع توقف بشكل مفاجئ خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ إذ انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.6 في المئة منذ بداية أبريل نيسان، ومن المتوقع أن تشهد جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة في الولايات المتحدة أول أداء سلبي لها منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي.
ويقترب مؤشر داو جونز الصناعي من محو مكاسبه منذ بداية عام 2024، بعد أن تقلصت إلى 0.2 في المئة فقط، بينما لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعاً بنسبة 5.1 في المئة، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.9 في المئة.
ودفعت البيانات الاقتصادية القوية واستمرار تسارع التضخم في الولايات المتحدة المستثمرين إلى التخلي عن توقعاتهم بشأن الموعد المرتقب لبدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
كيف نستخدم مؤشر الخوف والجشع؟
كما ذكرنا سابقاً، يعمل المؤشر على مقياس من 0 إلى 100، حيث يمثل 0 الخوف الشديد، و50 يدل على المشاعر المحايدة، و100 يدل على الجشع الشديد، وعادة يشير الخوف الشديد إلى أن المستثمرين متشائمون، وربما قاموا بإفراط في بيع الأصول، وعلى العكس من ذلك، يشير الجشع الشديد إلى أن السوق قد تكون في منطقة ذروة الشراء.
يمكن للمستثمرين والمتداولين استخدام المؤشر لاستكمال استراتيجيات التداول الخاصة بهم من خلال دمج معنويات السوق في عملية صنع القرار، ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن المؤشر لا ينبغي أن يكون المحدد الوحيد لاتخاذ القرارات؛ بل يمكن استخدامه مع أدوات فنية وأساسية أخرى.
وفي الوقت نفسه، يمكن للبيانات التاريخية لمؤشر الخوف والجشع أن توفر نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير المشاعر المتطرفة على الأسواق في الماضي، على سبيل المثال، في مارس 2020، عكس المؤشر مستويات شديدة من الخوف، حيث وصل إلى أدنى مستوى عند 8، حيث واجه العالم الوباء العالمي.
تُظهر البيانات التاريخية لمؤشر الخوف والجشع خوفاً شديداً خلال أزمة مارس آذار 2020 التي تسببت في انهيار السوق.