كان الربع الأول من عام 2024 جيداً بالنسبة لوول ستريت، لكن تذبذبت أسواق الأسهم منذ ذلك الحين، إذ فقد المستثمرون الثقة في احتمالية خفض أسعار الفائدة لأكثر من مرة هذا العام، ما يثير تساؤلاً بشأن اتجاه الأسواق خلال بقية العام.
ضغطت بيانات التضخم الأعلى من المتوقع على توقعات خفض الفائدة، ومع ذلك لا يزال هناك جانب إيجابي، إذ لا يزال اقتصاد الولايات المتحدة قوياً، ويبدو أن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من مرحلة رفع أسعار الفائدة.
وقال مايكل آرون، كبير استراتيجيي الاستثمار لدى شركة الاستثمار ستيت ستريت «إن الاضطرابات التي شهدها شهر أبريل، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الداعمة للمخاطرة، تشير إلى بيئة استثمارية متزايدة التعقيد».
وأشار إلى ثلاثة أمور سيطرت على وول ستريت منذ بداية 2024، ونصح المستثمرين بالتركيز عليها ومراقبتها، وقال إن بإمكانها المساعدة في تحديد اتجاهاتهم الاستثمارية خلال بقية العام.
1- تفوق الأسهم الصغيرة والمتوسطة على الكبيرة
قال آرون في مقابلة مع شبكة CNN، «يعتقد معظم المستثمرين أن مؤشر إس آند بي 500 يتفوق على كل شيء آخر، متأثراً إلى حد كبير بأداء شركات التكنولوجيا السبع الكبرى وهي أمازون، وتسلا، وألفابت، وأبل، ومايكروسوفت، وميتا، وإنفيديا، لكن العديد من المستثمرين سيندهشون بأن الأسهم ذات رأس المال المتوسط والصغير قد تفوقت فعلياً في الأداء نهاية أكتوبر تشرين الأول 2023».
وأضاف، «لذا، كمستثمر، قد لا أعرف بالضبط متى سيخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، لكنني واثق من أن ذلك الأمر قادم، فلماذا لا أشتري الأسهم الصغيرة والمتوسطة عندما تكون أقل تكلفة من الأسهم الكبيرة، إنه أمر يمنحني فرصة للتنويع بعيداً عن الشركات السبع الكبرى والاستثمار في أسهم أرخص نسبياً، وقد حققت أداءً جيداً تاريخياً مع انخفاض أسعار الفائدة».
2- أسطورة هيمنة الشركات السبع الكبرى
وفي نهاية المطاف، وإذا تم ترجيح مؤشر السوق على أساس القيمة السوقية، فستكون دائماً أسهم الشركات الكبرى لها التأثير الأكبر على كل من المخاطر والعائد، بحسب آرون، الذي قال «لكن عندما أنظر إلى أداء بعض القطاعات هذا العام حتى الآن، فإن أداء مجالات مثل الصناعات والمالية والطاقة كان أفضل من التكنولوجيا».
وتابع «عندما أنظر إلى معايير أخرى مثل مؤشر ستوكس 50 الأوروبي، وحتى بعض مؤشرات الأسهم اليابانية، فقد كان أداؤها متساوياً مثل مؤشر إس آند بي 500، وربما أفضل قليلاً في بعض النواحي»، في إشارة إلى أن ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا السبع ليس مقياساً لقوة السوق.
3- انخفاض سندات الخزانة الأميركية
عندما ننظر إلى أسعار سندات الخزانة الأميركية، فإنها تعتمد بشكل أساسي على ثلاثة أشياء، توقعات النمو، وتوقعات التضخم، بالإضافة إلى قسط التأمين، وهو التعويض الإضافي الذي يتوقعه المستثمرون مقابل الاحتفاظ بالسندات طويلة الأجل.
ونجد أنه منذ رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير لأسعار الفائدة في يوليو تموز 2023، حققت سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل أداءً سلبياً للمرة الأولى على الإطلاق، وهو أمر مهم جداً، بحسب آرون.
وقال آرون «ما حدث هو أن النمو كان أفضل بكثير مما توقعته الأسواق، وكان التضخم أكثر ثباتاً مما توقعه المستثمرون، ثم أخيراً لأننا نعاني من عجز كبير، تعين على وزارة الخزانة إصدار سندات أكثر بكثير مما كانت عليه تاريخياً في هذا الوقت»، لذلك فإن المعروض من السندات ارتفع مقابل تراجع الطلب ما تسبب في ضغوط هبوطية على أسعار السندات في نهاية المطاف.
(نيكول جودكايند، CNN)