هبطت الأسهم الهندية يوم الثلاثاء بعدما أشارت نتائج فرز الأصوات في انتخابات البلاد إلى أن حلم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتحقيق فوز ساحق أصبح في خطر، ما أثار الشكوك حول قدرته على المضي قدماً في إصلاحات اقتصادية أكثر عدوانية.
أغلق مؤشر سينسيكس القياسي الهندي، الذي يتتبع 30 شركة كبيرة، ومؤشر نيفتي 50 الأوسع نطاقاً منخفضين بنحو 6 في المئة.
جاء أسوأ انخفاض يومي للأسهم الهندية منذ عام 2020 بعد 24 ساعة فقط من وصول كلا المؤشرين إلى مستويات قياسية بعدما دفعت استطلاعات الرأي في نهاية الأسبوع الخبراء إلى التنبؤ بفوز ساحق لمودي، وانتهت أكبر انتخابات في العالم يوم السبت.
مودي والاقتصاد الهندي
خاض الرجل البالغ من العمر 73 عاماً الانتخابات على أساس سجله الاقتصادي على مدى السنوات العشر الماضية، وهي فترة من النمو القوي للهند، كان حزب بهاراتيا جاناتا يهدف إلى الفوز بأغلبية ساحقة تبلغ 400 مقعد في مجلس النواب المكون من 543 مقعداً، لكن النتائج الأولية تظهر أن حزب المؤتمر المعارض يؤدي بشكل أفضل مما توقعه بعض المحللين.
يحتاج الحزب أو الائتلاف إلى 272 مقعداً لتشكيل حكومة، وفي الانتخابات الأخيرة في الهند عام 2019 فاز حزب بهاراتيا جاناتا بـ303 مقاعد.
إذا أُكِّدت النتائج النهائية بما يحرم مودي من تحقيق أغلبية ساحقة فقد تؤجل الإصلاحات الاقتصادية الرئيسية.
قال المدير الأول للأبحاث والتحليلات في شركة إدارة الأصول الهندية أبانس هولدنج، ياشوفاردهان خيمكا «تُظهر نتائج الانتخابات المبكرة أقل من علامة الأغلبية البسيطة 272 مقعداً لحكومة حزب بهاراتيا جاناتا الحالية، ما يشير إلى حكومة ائتلافية».
وأضاف خيمكا «سيؤدي هذا إلى الاعتماد على الحلفاء في اتخاذ قرارات سياسية رئيسية.. ما سيؤدي إلى شلل سياسي وعدم يقين في عمل الحكومة».
النمو في الهند
الهند هي أسرع اقتصاد رئيسي نمواً في العالم وهي في وضع مريح للتوسع بمعدل سنوي لا يقل عن 6 في المئة في السنوات القليلة المقبلة، لكن المحللين يقولون إنها بحاجة إلى تحقيق نمو بنسبة 8 في المئة أو أكثر إذا كانت تريد أن تصبح قوة اقتصادية عظمى.
إن التوسع المستدام من شأنه أن يدفع الهند إلى أعلى في صفوف أكبر اقتصادات العالم، ويتوقع بعض المراقبين أن تصبح البلاد في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين بحلول عام 2027.
لقد حققت أسواق الأسهم في البلاد أداءً جيداً خلال فترة ولاية مودي، وفي وقت سابق من هذا العام تجاوزت البورصة الوطنية الهندية كلاً من بورصة شنتشن وبورصة هونغ كونغ لتصبح سادس أكبر بورصة في العالم، وفقاً لبيانات من الاتحاد العالمي للبورصات.
لكن المستثمرين اشتكوا من ارتفاع أسعار الأسهم الهندية ويعتقد بعض المحللين أن التصحيح قد يكون مفيداً للأسواق.
وقال رئيس الأعمال المؤسسية في شركة ميراي أسيت كابيتال ماركتس، مانيش جين إنه إذا «أصبحت التقييمات أكثر معقولية من هنا فصاعداً»، فإن ذلك من شأنه أن يجذب المزيد من الاستثمارات إلى أسرع اقتصاد رئيسي نمواً في العالم، لأن «الهند هي قصة نمو هيكلي طويلة الأجل».
(ديكشا مادهوك_ CNN)