استردت أسواق الأسهم الفرنسية صدارة البورصات الأوروبية من حيث القيمة السوقية خلال تداولات الأربعاء بعد أن اعتلته بورصة لندن لساعات معدودة فقط.

وبحسب رصد لـ«CNN الاقتصادية» استند إلى بيانات «ريفينيتيف»، أدت عمليات البيع في الأسهم الفرنسية بداية الأسبوع الجاري إلى خسارة أسبوعية تفوق 160 مليار دولار من مؤشر «كاك 40» أحد أهم مؤشرات بورصة باريس لأكبر أربعين شركة فرنسية، في حين وصل مؤشر كاك لجميع الأسهم في باريس إلى أدنى مستوياته منذ يناير كانون الثاني 2024، نهار الاثنين.

لندن تزيح باريس لساعات

وسط تنامي الاضطرابات السياسية في ثاني أكبر اقتصاد أوروبي في الأسبوع الماضي، أدى تراجع ثقة المستثمرين إلى محو المليارات من قيمة الأسهم والسندات المحلية الفرنسية، ودفع أقساط التأمين التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية بدلاً من قياس الديون الألمانية بأكبر قدر أسبوع في عام منذ عام 2010 على الأقل، وفقاً لبيانات ريفينيتيف.

ففي تاريخ 17 يونيو حزيران، أصبحت قيمة مؤشر «CAC All-Share» نحو 3.07 تريليون يورو، بينما تجاوزه مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بقيمة إجمالية تناهز 3.18 تريليون دولار، لكن هذا التفوق لم يدم طويلاً، إذ عاد مؤشر فوتسي الكلي في لندن للتراجع إلى نحو 3.09 تريليون دولار الأربعاء، مقابل 3.29 تريليون دولار لمؤشر كاك لجميع الأسهم في باريس.

السبب الرئيسي في تراجع المؤشر الفرنسي، هو الاضطرابات السياسية التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة عقب انتخابات برلمان فرنسا، والتي تجلت في صعود بارز لليمين المتطرف في البلاد، والذي تفوق على حزب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.

وكان أداء الأسهم المصرفية الفرنسية سيئاً بشكل خاص منذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الانتخابات، وهوت أسهم سوسيتيه جنرال بنحو 6.8 في المئة منذ بداية العام الجاري، في حين انخفضت أسهم بي إن بي باريبا بنسبة 5.4 في المئة منذ بداية العام الجاري.

أكبر الخاسرين في باريس

تمتلك أكبر شركة مدرجة في فرنسا، وهي «إل في إم إتش» المملوكة للملياردير برنار أرنو، قيمة سوقية تناهز 381 مليار دولار بتاريخ 19 يونيو حزيران الجاري.

تراجعت مجموعة الألبسة الفاخرة بنحو 9.3 في المئة خلال شهر واحد، وبأكثر من 17 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

أما ثاني أكبر شركة مدرجة في فرنسا، «لوريال»، المملوكة للمليارديرة فرانسواز بيتينكور مايرز، فقد تراجعت بنسبة 1.3 في المئة خلال شهر، وبنحو 3.6 في المئة منذ بداية العام الجاري.

ثالث أكبر شركات فرنسا بقيمة تناهز 240 مليار دولار، «هيرمس» للسلع الفاخرة، خسرت ما نسبته 10.8 في المئة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، منها 7.6 في المئة في شهر واحد، لكنها لا تزال مرتفعة بأكثر من 10 في المئة منذ بداية العام الجاري.

أكبر الرابحين في لندن

شهدت أكبر شركة مدرجة في بورصة لندن، وهي أسترازينيكا لتصنيع الأدوية، وقيمتها 244.9 مليار دولار، أداءً جيداً منذ بداية العام الجاري، حيث ارتفعت أسهمها بنحو 17.13 في المئة، وبنحو 20 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

من جهتها، ربحت أسهم شركة الطاقة «شل» نحو 6.8 في المئة منذ بداية العام، وما نسبته 6.7 في المئة في الأشهر الثلاثة الماضية، لتبلغ قيمتها السوقية نحو 220.3 مليار دولار.

أما ثالث أكبر شركات لندن المدرجة، وهي مجموعة «إتش إس بي سي» المصرفية، فقد ارتفعت أسهمها بنحو 11.7 في المئة منذ بداية العام الجاري، وبنحو 16.6 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.