يبدو أن بورصة لندن على موعد لارتداء ثوب الأرباح مجدداً، وذلك بدعم من بداية إجراءات عملية طرح أسهم عملاق الأزياء الصيني «شي إن» في المملكة المتحدة.
تتخذ شركة الأزياء العملاقة « شي إن» خطوات لطرح أسهمها للاكتتاب العام في المملكة المتحدة، وفقاً لتقارير إعلامية متعددة، ما قد يوفر على الأرجح دفعة قوية لبورصة لندن الرئيسية المتعثرة.
وتستعد الشركة التي تأسست في الصين لتقديم نشرة إلى هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة للموافقة عليها، قبل طرح عام أولي محتمل من شأنه أن تُقدر قيمته بنحو 50 مليار جنيه إسترليني (64 مليار دولار)، حسب ما ذكرت سكاي نيوز الأحد.
كما ذكرت وكالتا بلومبيرغ وفايننشال تايمز أن الشركة تتقدم سراً للإدراج في لندن، وقالت سكاي نيوز إنه إذا مضت شي إن قدماً في الإدراج، فمن المتوقع أن تجمع أكثر من مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) من بيع أسهم جديدة.
وذكر حزب العمال البريطاني، الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز في الانتخابات العامة الشهر المقبل، أنه التقى مجموعة من الشركات، بما في ذلك شي إن، التي تتطلع إلى الاستثمار أو الإدراج في بريطانيا.
وقال متحدث باسم الحزب لشبكة CNN، «نحن نتوقع أعلى المعايير التنظيمية والممارسات التجارية من أي شركة تعمل في المملكة المتحدة، ونعتقد أن أفضل طريقة لضمان ذلك هي وجود المزيد من الشركات التي تعمل من خلال قانون المملكة المتحدة».
وكانت شركة شي إن، التي يقع مقرها الرئيسي في سنغافورة، تأمل في البداية طرح أسهمها للاكتتاب العام في نيويورك، وفقاً للعديد من التقارير الإعلامية، لكنها واجهت معارضة سياسية في الولايات المتحدة بشأن التداعيات المحتملة على الأمن القومي الأميركي.
قبلة الحياة لبورصة لندن
في السنوات الأخيرة، تركت العديد من الشركات البورصة وانتقلت إلى مدن أخرى أو اختارت نيويورك لطرح أسهمها للاكتتاب العام، ويشمل ذلك شركة صناعة الرقائق البريطانية آرم، التي حققت أكبر طرح عام أولي لعام 2023 عندما أدرجت في بورصة ناسداك في نيويورك في سبتمبر أيلول.
وتزايدت المخاوف بشأن البورصة مرة أخرى في شهر مارس آذار 2024 بعد أن أشار وائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة شل، في مقابلة مع بلومبيرغ إلى أن شركة الطاقة العملاقة قد تتجه بالمثل للبحث عن تقييم أعلى للأسهم في بورصات أخرى غير لندن.
وأدنى تلميح إلى أن شركة شل قد تتخلى عن لندن سيكون بمثابة هزة للمركز المالي للمدينة، إذ تعد الشركة ثاني أكبر مكون في مؤشر فوتسي 100 البريطاني، وتمثل 8.2 في المئة من قيمته السوقية.
ومع ذلك، حاول صوان بعد ذلك إحباط مثل هذه التكهنات في مكالمة هاتفية مع المحللين بشأن النتائج الشهر الماضي، قائلاً إن الانتقال إلى وول ستريت «ليس مناقشة مباشرة في الوقت الحالي»، وأضاف أن شل ركزت على إعادة شراء أسهمها للمساعدة في تحسين قيمتها.
ونظراً لمكانتها العالية وتقييمها الضخم المحتمل، فإن الاكتتاب العام الأولي لشركة شي إن سيكون بمثابة انقلاب تشتد الحاجة إليه في بورصة لندن.
وكتبت سوزانا ستريتر، من شركة الخدمات المالية هارجريفز لانسداون، في مذكرة يوم الاثنين «في حين أن نيويورك لا تزال تتمتع بقوة جذب هائلة وكانت الخيار الأول للشركة، فإن خطط الإدراج هناك تبدو غير محتملة نظراً لعدم وجود ترحيب من قبل المنظمين».
كذلك من المرجح أن يكون لدى المستثمرين في المملكة المتحدة مخاوف أخلاقية بشأن أعمال شي إن، بما في ذلك الافتقار إلى الشفافية في سلسلة التوريد الخاصة بها والكميات الضخمة من الملابس الرخيصة التي تنتجها، على حد قولها.
(آنا كوبان، CNN).