مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتغيير سياسته وخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، فإن الوقت قد حان للمستثمرين والأسر والشركات لإعادة النظر في استراتيجياتهم المالية.

هذا القرار يمثل أول خفض لأسعار الفائدة منذ مارس 2020، وجاء بعد سلسلة من الزيادات الكبيرة التي هدفت لكبح التضخم الذي سببه الاقتراض الميسر خلال جائحة كوفيد-19.

تأثير أسعار الفائدة المنخفضة على سوق الأسهم

من الناحية النظرية، انخفاض أسعار الفائدة يشكل نبأً إيجابياً للأسواق المالية، حيث يؤدي إلى تقليل تكاليف الاقتراض للشركات، ما يسمح لها بإعادة استثمار السيولة في أنشطتها أو توزيع الأرباح على المساهمين.

شهدت الأسواق المالية تحركات إيجابية مع ارتفاع مؤشر داو جونز بنسبة 1.3% ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1%، إلى جانب تحقيق كلا المؤشرين مستويات قياسية، ومع ذلك، يشير بعض المستثمرين إلى احتمالية وجود تقلبات مستقبلية في ظل عدم اليقين الذي يواجه وول ستريت.

تحديات الاقتصاد الأميركي وسط تخفيض الفائدة

رغم قوة سوق العمل، أظهرت الأشهر الأخيرة إشارات ضعف، ومع أن التضخم قد تراجع منذ بدء الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في 2022، فإنه لا يزال بعيداً عن هدف 2% المستهدف.

هذه المعطيات تثير تساؤلات حول ما إذا كان الاقتصاد الأميركي سيتمكن من تفادي الركود، وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن خفض أسعار الفائدة لن يتم بالوتيرة نفسها التي رفعت بها سابقاً، وأن التخفيضات المستقبلية ستعتمد على الأداء الاقتصادي.

التأثيرات الاقتصادية على المدى القصير والطويل

يستغرق تأثير خفض أسعار الفائدة وقتاً ليظهر بشكل ملموس على الاقتصاد، حيث قد تبدأ معدلات الرهن العقاري وعائدات السندات في الانخفاض، لكن المستهلكين والشركات قد لا يشعرون بالفوائد بشكل فوري.

يوضح جيف بوخبيندر، كبير استراتيجيي الأسهم في إل بي إل فاينانشال، أن القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية والمرافق والسلع الاستهلاكية الأساسية تميل إلى الأداء الأفضل خلال الأشهر الأولى من دورة خفض الفائدة.

الاستراتيجيات الاستثمارية في ظل انخفاض الفائدة

يشير إريك ديتون، المدير الإداري لشركة Wealth Alliance، إلى أن المستثمرين يجب أن يركزوا على أسهم النمو التي تحقق أرباحاً كبيرة، حيث شهدت أسهم التكنولوجيا، مثل Tesla وMeta وApple، زيادات كبيرة بعد خفض الفائدة.

ومع ذلك، يوصي ديتون بتنويع الاستثمارات والتركيز على الأسهم التي تستفيد من انخفاض الفائدة مثل الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة التي تحمل ديوناً ذات أسعار فائدة متغيرة.

وبينما يمثل خفض أسعار الفائدة فرصة لتحفيز النمو الاقتصادي، فإنه يحمل أيضاً تحديات وتوقعات بعدم اليقين، ما يتطلب استراتيجيات استثمارية متنوعة ومرنة لمواجهة التقلبات المحتملة.

(كريستال هير CNN)