يعدُّ عيد الميلاد ليس فقط وقتاً للتجمعات العائلية والطقوس الدينية، بل يمثل أيضاً أحد أكبر الأحداث التجارية السنوية في جميع أنحاء العالم، ومع استعداد العالم للاحتفال بموسم الأعياد في 2024، تشير التوقعات إلى أن الإنفاق العالمي على احتفالات عيد الميلاد سيتجاوز الأرقام القياسية، من الهدايا والزينة إلى السفر والطعام، فإن التكاليف المرتبطة بهذا الموسم الكبير تعتبر ضخمة ومتفاوتة بشكل كبير حسب الدولة والمنطقة.

الإنفاق في عيد الميلاد لعام 2024

وفقاً للدراسات والتوقعات الحديثة، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على الأنشطة المتعلقة بعيد الميلاد في 2024 تريليون دولار، ويشمل هذا الرقم مجموعة واسعة من الفئات، بما في ذلك التسوق بالتجزئة، والطعام والمشروبات، والسفر، والترفيه، وتظل الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في الإنفاق العالمي على عيد الميلاد، لكن مناطق أخرى مثل أوروبا وآسيا تشهد أيضاً زيادات كبيرة في الإنفاق الاستهلاكي.

مبيعات التجزئة وتبادل الهدايا

جزء كبير من الإنفاق في عيد الميلاد يُكرس للهدايا، في 2024، من المتوقع أن تتجاوز مبيعات التجزئة العالمية خلال موسم عيد الميلاد 750 مليار دولار. يشمل ذلك الهدايا للعائلة، والأصدقاء، والزملاء، والأحباء، ينفق المستهلكون أكثر على الهدايا الفاخرة مثل الإلكترونيات، والملابس، والأشياء الشخصية، كما يستمر ارتفاع التسوق عبر الإنترنت في لعب دور كبير في هذا الإنفاق.

في الولايات المتحدة من المتوقع أن ينفق الأميركيون نحو 250 مليار دولار على الهدايا في 2024، مع حصة كبيرة من التسوق الإلكتروني، تليها أوروبا، حيث يُتوقع أن يصل الإنفاق على الهدايا في الاتحاد الأوروبي إلى نحو 150 مليار يورو، ثم تأتي آسيا، إذ تشهد الصين واليابان زيادات في الإنفاق، خصوصاً على السلع الفاخرة والإلكترونيات.

السفر ووسائل النقل

يعد السفر خلال عيد الميلاد من النفقات الكبيرة للعائلات، حيث يسافر الملايين لزيارة أحبائهم، من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على السفر خلال موسم عيد الميلاد إلى نحو 70 مليار دولار في 2024، ويشمل ذلك تذاكر الطيران، والإقامة، وتأجير السيارات، وغيرها من التكاليف المرتبطة بالسفر، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي.

شركات الطيران والمطارات ستكون الأكثر ازدحاما، فمن المتوقع أن تشهد الرحلات الجوية الدولية زيادة في الطلب، خاصةً إلى الوجهات السياحية في الولايات المتحدة، وأوروبا وآسيا.

وبالنسبة للإقامة، سيكون الطلب على غرف الفنادق مرتفعاً أيضاً، خاصةً في المدن الكبرى والوجهات السياحية.

الطعام والمشروبات

تسهم الولائم الاحتفالية التي ترافق عيد الميلاد بشكل كبير في الإنفاق العالمي، حيث يشتري الملايين حول العالم الأطعمة والمشروبات الخاصة بالأعياد، ومن المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على الطعام والمشروبات إلى نحو 200 مليار دولار في 2024، يشمل ذلك الوجبات الخاصة بالعيد إلى السلع الفاخرة مثل الشمبانيا، الشوكولاتة، واللحوم الفاخرة.

في الولايات المتحدة، من المتوقع أن ينفق الأميركيون أكثر من 40 مليار دولار على الطعام خلال عيد الميلاد، وفي المملكة المتحدة، يُتوقع أن ينفق البريطانيون أكثر من 10 مليار جنيه إسترليني على الطعام والمشروبات خلال عيد الميلاد.

الزينة والاحتفالات

يعد الإنفاق على الزينة والمواد الاحتفالية (مثل الأشجار والأضواء والبطاقات، والملابس الاحتفالية) من النفقات الكبيرة أيضاً، حيث يتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على هذه العناصر إلى نحو 30 مليار دولار في 2024، يقوم الأفراد والشركات بتزيين منازلهم وواجهات محلاتهم بعروض فاخرة، وتستثمر المدن في جميع أنحاء العالم أيضاً في الزينة العامة.

تتصدر الولايات المتحدة الإنفاق، إذ من المتوقع أن ينفق الأميركيون أكثر من 10 مليارات دولار على الزينة، بما في ذلك الأشجار والأضواء، وفي أوروبا، خاصة في المدن الكبرى مثل لندن وباريس وبرلين، تعزز الأضواء العامة والاحتفالات المحلية الإنفاق خلال الموسم.

التبرعات الخيرية

في حين أن جزءاً كبيراً من الإنفاق في عيد الميلاد يُركّز على السلع المادية، يخصص العديد من الأشخاص جزءاً من ميزانيتهم للتبرعات الخيرية، من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على التبرعات الخيرية خلال موسم عيد الميلاد إلى نحو 15 مليار دولار في 2024، يشمل ذلك المساهمات في بنوك الطعام، والمساعدات الإنسانية، وأسباب خيرية أخرى، إضافةً إلى الأعمال الخيرية الفردية.

حصص الإنفاق العالمي

في أميركا الشمالية، تشكّل الولايات المتحدة وكندا حصة كبيرة من الإنفاق العالمي على عيد الميلاد، مع تركيز خاص على الهدايا، والسفر، والطعام.

وفي أوروبا، يتركز الإنفاق في البلدان الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بشكل كبير على الطعام والهدايا والزينة، كما تعزز تقاليد أسواق عيد الميلاد في هذه المناطق الإنفاق المحلي.

وبالنسبة لمنطقة آسيا والهادئ، فإنه على الرغم من أن عيد الميلاد لا يُحتفل به على نطاق واسع في دول مثل الصين والهند، فإن هناك اتجاهاً متزايداً في تقديم الهدايا، خاصة في المناطق الحضرية، كما أن اليابان تتمتع بتقليد مميز للاحتفال بعيد الميلاد، مع إنفاق كبير على الزينة والوجبات.

في 2024، سيشهد العالم مرة أخرى مستويات غير مسبوقة من الإنفاق مع استمرار احتفالات عيد الميلاد في التوسع، مع تقديرات إنفاق تتجاوز تريليون دولار وفقاً لستاتيستا، يبقى هذا الموسم محركاً اقتصادياً رئيسياً عالمياً، في حين تقود الولايات المتحدة وأوروبا الإنفاق، تسهم الأسواق الناشئة في آسيا أيضاً في نمو هذه الاقتصاديات الاحتفالية، مع استمرار المستهلكين في إعطاء الأولوية للهدايا والسفر والطعام والزينة، تظل الأهمية الاقتصادية للاحتفالات بعيد الميلاد نقطة بارزة في تقويم البيع بالتجزئة العالمي.