قال مازن سلهب، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة «بي دي سويس» إن أسهم التكنولوجيا، وخصوصاً أسهم الشركات الست الكبرى التي قادت الارتفاعات القياسية للأسواق وبشكل كبير في الولايات المتحدة، باتت تعاني من بعض التضخم السعري.

هذا الأمر دفع سلهم للتوقع أنّ هذه الأسهم ستذهب نحو مسار تصحيحي قد يحدث في الربع الأخير من العام الجاري.

ورجح سلهب أن يتجه الاقتصاد الأميركي نحو الركود في الربع الأخير من 2024، في حال لم يقم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بسرعة وسط التضخم العنيد، لافتاً إلى أن الاقتصاد لا يزال مرناً وقوياً.

وأضاف أن التصحيح المتوقع في سوق الأسهم، قد لا يسلك مساراً حاداً، خصوصاً أن هذه الأسهم لا تزال جاذبة للمستثمرين.

أما في ما يخص أسهم القطاع العقاري، فأوضح سلهب أنها لن تكون بوضع جيد لا سيما بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المساكن والإيجارات، وفي حال اتجهت البطالة إلى معدلات أعلى مما هي عليه اليوم، فقد تقع السوق العقارية برمتها في ورطة.

وشبّه المشهد المتوقع في السوق العقارية خلال الربع الأخير بما جرى خلال «الاثنين الأسود» عام 1987 حين حصل انهيار مفاجئ وحاد بالأسواق العالمية.

ما سبب الارتفاع الصاروخي بأسعار الذهب؟

تجاوز ارتفاع أسعار الذهب الصاروخي في الفترة القريبة الماضية توقعات المحللين، حسب ما أوضح سلهب، موضحاً أن المسار الصعودي سيستمر، لكن الوصول إلى مستوى 2500 لن يكون قريباً.

وأضاف أن الذهب قد يسلك مساراً تصحيحياً في الشهر السابع أو الثامن من العام الجاري قد يعود به إلى مستويات تقترب من 2100 دولار للأونصة.

ولفت إلى أن السبب يعود بشكل مباشر إلى تراجع آمال خفض الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التضخم العنيد، وكذلك الإقبال الواسع من الصينيين على الشراء.

أما في ما يخص التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، فقال سلهب إن حركة الأسواق كلها تتوقف على إمكانية حدوث تصعيد غير متوقع في التوترات، والتي لا بد ستؤثر من جهة على سلاسل الإمداد ومن جهة أخرى على النمو الاقتصادي العالمي ككل، الذي ما زال يعاني حتى اليوم من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من جهة وقبل وباء كورونا، لا سيما أن معركة احتواء التضخم لم تكتمل بعد.