وسط تحديات لا تنتهي، تشهد الشركات الناشئة بالسوق المصرية نمواً متزايداً لتجتذب التمويل والاستثمارات من مصادر متنوعة، بدءاً من صناديق الاستثمار السيادية حتى المستثمرين الأفراد المعروفين باسم المستثمرين الملائكة.

و«المستثمرون الملائكة» هو مصطلح يُطلق على رواد الأعمال الذين يقومون بتمويل الشركات الناشئة الواعدة من أموالهم الخاصة مقابل الحصول على حصة معينة من الكيان الجديد، التي يتم الاتفاق عليها مسبقاً مع المؤسسين.

واستضاف بودكاست CNN الاقتصادية هايدي العبد، وهي واحدة من المستثمرين في هذا المجال، التي ستتحدث عن مناخ الاستثمار الملائكي بالسوق المصرية والعربية إلى جانب أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار الملائكي في المنطقة والعالم.

دور المستثمر الملاك لا يقتصر على التمويل

لفتت العبد في حديثها إلى أن المستثمر الملاك يضخ استثمارات من أمواله الخاصة في شركة معينة أو عدد من الشركات الناشئة المختلفة عبر شراء حصص متفق عليها مسبقاً من تلك الشركات، كما يمكن للمستثمر الملاك العمل مع فرد واحد من رواد الأعمال إذا تحمس لأفكاره ورأى أنها تبشر بتحقيق الهدف أو الربح المأمول.

وترى العبد أن هناك فرصاً واعدة لنمو سوق الاستثمار الملائكي في مصر رغم عدم اعتياد بيئة الأعمال المصرية عليه بالشكل المطلوب حتى الآن.

وأوضحت أن دور المستثمر الملائكي لا يقتصر فقط على التمويل بل يمتد إلى اقتراح الأفكار والاستراتيجيات ونماذج الأعمال المختلفة لمساعدة مؤسسي الشركات الناشئة على النهوض بأعمالهم، كما يقدم لهم الدعم عبر شبكة علاقاته الشخصية أو من خلال التوفيق بين الكيانات الناشئة الجديدة والشركات المناسبة في محفظته الاستثمارية.

وبحسب العبد، يتراوح متوسط حجم التمويلات من 100 إلى 150 ألف دولار للشركة الواحدة، أما في ما يتعلق بالحصة التي يحصل عليها المستثمر، فتعتمد على العديد من العوامل، منها توجهات مؤسس الشركة الناشئة أو رائد الأعمال والمرحلة الحالية للكيان الناشئ (سواء كان في مرحلة التأسيس أو التوسع أو البحث عن التمويل)، لافتة إلى ضرورة أن يكون المؤسس هو صاحب الحصة الأكبر في الشركة حتى لا يفقد الشغف تجاه تطوير أفكاره ولا يتحول إلى موظف تقليدي ينفذ مهاماً روتينية.

رواد الأعمال في مصر والمنطقة العربية

وفي سياق متصل، أوضحت هايدي العبد أن رواد الأعمال في مصر والمنطقة العربية يتميزون بالقدرة على العمل تحت ضغوط كبيرة ووسط أصعب الظروف الاقتصادية، فضلاً عن قدرتهم على ابتكار نماذج أعمال مرنة قادرة على الصمود في مواجهة أسوأ السيناريوهات، بعكس رواد الأعمال البريطانيين أو الأميركيين الذين يكونون أقل قدرة على توقع التحديات المحتملة نظراً لوجودهم في بيئة تتسم بالاستقرار الاقتصادي.

وذكرت أن هناك العديد من القطاعات الواعدة للمستثمرين في مصر والمنطقة منها قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، التي من شأنها تحقيق قيمة مضافة للاقتصادات العربية.

وبالحديث عن وضع المرأة على خارطة الاستثمار الملائكي، أفادت العبد أن عدد المستثمرات في هذه الفئة في المنطقة وحول العالم لا يزال قليلاً، لكن لديه فرص جيدة للنمو.

وأشارت إلى أن مفهوم المستثمر الملاك لا يزال مجهولاً بالنسبة للكثيرين في مجتمع الأعمال المصري، موضحة أن سيدات الأعمال الموجودات حالياً بإمكانهن الاستثمار في أفكار رواد الأعمال الجديدة عوضاً عن الاستثمار في المشاريع التقليدية كالمصانع وشركات الأزياء والمجوهرات، خاصة أن الاستثمار في الشركات الناشئة من شأنه تحقيق عوائد مرتفعة.