أعلنت شركة «إن-آرك» اليابانية الناشئة عن خططها لتطوير مدينة ذكية عائمة أطلقت عليها اسم مدينة «دوجن» لدمج إنتاج الغذاء والهندسة المعمارية ومراكز البيانات والطاقة والمياه في نظام تكافلي واحد يعتمد على المحيطات والبحار.

يشهد كوكبنا ارتفاعاً مقلقاً في منسوب البحار وتولد هذه الظاهرة فيضانات شهدناها مؤخرا في بعض البلدان مثل ليبيا، تضاف إلى كوارث مدمرة مثل الزلازل الشديدة التي ضربت المغرب وقبلها تركيا، ودفع هذا الأمر العديد من المطورين ورواد العقارات المستدامة إلى اقتراح المدن العائمة كأماكن آمنة للسكن.

«دوجن» مدينة دائرية يبلغ قطرها أربعة كيلومترات وسيكون لديها القدرة على استيعاب ما يقرب من عشرة آلاف مقيم دائم، بالإضافة إلى 30 ألف سائح وزائر في أي وقت، والهدف من التصميم الدائري هو تحمل الطقس القاسي وحتى أمواج المد العاتية (تسونامي).

ينقسم المشروع إلى مناطق تضم حلقة داخلية على شكل مقطع عرضي حيث يعيش سكان المدينة وهي تشبه السفينة وذلك لحماية الناس من أمواج المد وأحداث التغيرات المناخية التي ستتعاظم مع مرور السنوات، وثانياً هناك مراكز البيانات تحت سطح البحر والتي ستوفر خدمات لإدارة المدينة وبيانات للرعاية الصحية وستساعد على ترشيد الطاقة.

وتقدر شركة «إن-آرك» أن سكان «دوجن» سيستهلكون نحو مليوني لتر من الماء سنوياً، وسيأكلون نحو سبعة آلاف طن من الطعام، وسيستخدمون 22 مليوناً و265 ألف كيلوواط من الكهرباء، وتلبية كل هذه الاحتياجات في البحر ستمثل تحدياً.

بدأ التحالف المسؤول عن هذا المشروع في العمل على نموذج تجريبي للمدينة في بحيرة هامانا اليابانية، ومن خلال هذا النموذج، سيحصل القائمون على المشروع على صورة أوضح للقدرات المحتملة لمدينة «دوجن».

وسيكون النموذج التجريبي جاهزاً للعرض بمجسم ضخم يطفو على سطح مياه بحيرة «هامانا» بحلول مارس آذار 2024.

تصميم مدينة دوجن
تصميم مدينة دوجن

أحوال جوية قاسية

أصبح الغلاف الجوي للأرض أكثر دفئاً ورطوبة نتيجة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسبب الأنشطة البشرية، ويزيد هذا من إمكانية هبوب العواصف وتكرار الأحوال الجوية القاسية.

وخلال مؤتمر «كوب 27» في شرم الشيخ، بُذلت جهود لتحديد البلدان الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية جراء تغير المناخ وتبين أن تشاد والصومال وسوريا هي الدول الأكثر عرضة لعواقب هذه المشكلة البيئية.

وتتجه الأنظار إلى كوب 28 الذي ستستضيفه الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر كانون الأول لقطع تعهدات بالحد من الانبعاثات المؤذية لكوكب الأرض.