على مدار السنوات الأخيرة تطورت مشاريع البنية التحتية التي تُنفَّذ في أنحاء قارة إفريقيا، والتي ينتظر أن تُعيد تشكيل القارة السمراء على عدة أصعدة.

تشمل المشروعات تشييد عاصمة جديدة، وتوسعة للمجرى الملاحي في قناة السويس المصرية، مروراً إلى تقوية شبكات الاتصالات والإنترنت وصولاً إلى بناء سد النهضة الإثيوبي.

وتنوعت المشروعات إلّا أن هدفها واحد وهو تعزيز القوة الاقتصادية لتلك البلدان التي تطوّر هذه المشاريع، كما تعمل على تحقيق الأهداف الطموحة ورؤى الحكومات المختلفة نحو عام 2030.

وتنتشر الأعمال التطويرية في أرجاء القارة الإفريقية وتظهر جلياً في كلٍ من مصر وإثيوبيا ونيجريا وزامبيا وبوتسوانا وزنجبار وغيرها من البلدان الإفريقية.

في قائمة نشرها موقع شبكة CNN، جاءت ثلاثة مشاريع رئيسية في مصر من بين القائمة؛ هي العاصمة الإدارية الجديدة، وتوسعة قناة السويس، بالإضافة لتطوير وإنشاء خطوط سكك حديد جديدة متضمنة مشروع المونوريل لربط المدينة الجديدة بالقاهرة وخط القطار فائق السرعة لربط البلاد بأكملها.

أيضاً يتصدر المشهد في القارة الإفريقية حالياً مشروع سد النهضة التي شيّدته إثيوبيا دولة المنبع لنهر النيل، وتسبب لها في خلافات مع بعض دول المصب وهما مصر والسودان.

سد النهضة

سد بقيمة 5 مليارات دولار عبر نهر النيل -يُعد سد النهضة الإثيوبي الكبير الطموح (GERD) وفقاً للأهداف الإثيوبية- أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في إفريقيا. وسيولّد السد الذي تم بناؤه على نهر النيل الأزرق بالقرب من حدود إثيوبيا مع السودان، بتكلفة 5 مليارات دولار، 6000 ميغاوات من الكهرباء سنوياً، ويهدف المشروع إلى تحويل إثيوبيا إلى أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.

لكن السد تسبب في إثارة الجدل منذ بداية إنشائه، ويعد النيل الأزرق أحد مصدرين لنهر النيل، حيث يوفّر 85 في المئة من المياه التي تتدفق شمالاً عبر السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.

ووفقاً للاتفاقيات السابقة، فإن مصر والسودان لهما حصص مائية محددة في النهر، لكن سد إثيوبيا يهدد ذلك.

ولم تنجح حتى الآن سنوات من المفاوضات بين الدول الثلاث، وبدأت إثيوبيا توليد الكهرباء من السد في 20 فبراير 2022، وفشلت قبل عدة أيام المرحلة الرابعة من المفاوضات الجديدة التي بدأتها دولتا المصب مع إثيوبيا سبتمبر الماضي التي استمرت على أربع جولات.

العاصمة المصرية الجديدة

على بُعد 28 ميلاً (45 كيلومتراً) شرق القاهرة، تقوم مصر ببناء عاصمة إدارية جديدة.

بدأ إنشاء العاصمة الجديدة عام 2015، وصُمِّم المشروع ليكون مركزاً جديداً للحكومة المصرية، وتأمل مصر في جذب بعض سكان عاصمتها الحالية القاهرة، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، للانتقال إلى المدينة الجديدة، حيث تتسع لـ6.5 مليون شخص، ومن المتوقع أن تتكلف العاصمة الإدارية الجديدة نحو 58 مليار دولار.

تتسم المدينة الجديدة بالبناء العصري وجود المباني العملاقة الشاهقة، إذ ستضم المدينة العديد من ناطحات السحاب، بما في ذلك أطول مبنى في إفريقيا، البرج الأيقوني. وفي عام 2020، أُعلن عن مشروع مونوريل بطول 100 كيلومتر بقيمة 4 مليارات دولار، يربط القاهرة بالمدينة الجديدة.

خطة مصر لسكك حديد عالية السرعة

أعلنت مصر عن خطط أول قطار فائق السرعة في مصر في يناير 2021، وتم منح عقد نظام السكك الحديدية بطول 2000 كيلومتر (1243 ميلاً) لشركة سيمينز موبيليتي Siemens Mobility.

وعند إنشائه، سيربط خط السكة الحديد 60 مدينة في أنحاء البلاد كافة شمالاً، وجنوباً، وشرقاً، وغرباً، إذ سيعمل من خلال ثلاثة خطوط، الخط الأول يربط بين مدينتي العين السخنة ومرسى مطروح، والثاني يربط بين مدينتي السادس من أكتوبر وأبوسمبل، والثالث يربط مدينة قنا بمدينتي الغردقة وسفاجا.

توسعة قناة السويس

خضعت قناة السويس المصرية لعملية توسعة بقيمة 8 مليارات دولار عام 2015 لزيادة إمكانات التجارة، وقد أتت هذه التوسعة بثمارها مع زيادة كبيرة في الإيرادات، ويجري حالياً تنفيذ المزيد من التطورات لتعميق وتوسيع الجزء الجنوبي من القناة، بعد توقف سفينة الحاويات إيفر غيفن Ever Given عام 2021، ما أدّى إلى إغلاق القناة لمدة أسبوع تقريباً.

ميناء ليكي ديب سي في نيجيريا

رست أول سفينة في ميناء ليكي ديب سي في ولاية لاغوس بنيجيريا في الأول من يوليو 2022، وصُمِّم أعمق ميناء في البلاد للتعامل مع أربعة ملايين طن متري من البضائع الجافة سنوياً. ومن المتوقع أن يدر إيرادات بقيمة 361 مليار دولار، ويخلق ما يصل إلى 170 ألف فرصة عمل جديدة في الدولة الإفريقية.

جسر كازونجولا

يربط الجسر الذي يبلغ طوله 923 متراً فوق نهر زامبيزي بين بوتسوانا وزامبيا، وقد افتُتح الجسر الإفريقي في مايو 2021، ليحل محل العبارة التي كانت تُستخدم للربط بين البلدين.

صُمِّم هذا الجسر لتسريع حركة مرور الشاحنات على طول شريان تجاري رئيسي بين الشمال والجنوب بهدف تيسير حركة التجارة وتعزيز الاقتصاد.

بالونات الإنترنت في زنجبار

دخلت شركة التاروس Altaeros في شراكة مع وورلد موبايل World Mobile البريطانية لتزويد بالونات الإنترنت المستخدمة لتوصيل جزء من شبكتها في زنجبار.

سوف يطفو بالونان مملوآن بالهيليوم يعملان بالطاقة الشمسية على ارتفاع 300 متر (984 قدماً) فوق الأرض، ويبلغ مدى البث نحو 70 كيلومتراً (44 ميلاً لكل منهما، باستخدام ترددات 3G و4G لتوصيل إشاراتهما.

شحن فائق للإنترنت في غرب إفريقيا

تعمل غوغل على مد كابل إنترنت تحت البحر لتزويد غرب إفريقيا بشحن فائق للإنترنت، ويعمل غوغل اكيانو (Google Equiano) هو كابل إنترنت تحت سطح البحر يمتدُ من البرتغال إلى جنوب إفريقيا بتزويد طاقة الإنترنت في المنطقة. وذلك مع عرض نطاق ترددي يزيد 20 ضعفاً على الكابل السابق الذي يخدم الساحل الغربي لإفريقيا، ولديه القدرة على زيادة سرعات الإنترنت خمسة أضعاف في بعض البلدان وتقليل تكاليف البيانات، وفقاً لبحث أجرته غوغل.

الميناء الجديد في ناميبيا

تستصلح ناميبيا نحو 40 هكتاراً لمحطة الميناء الجديدة. وباعتباره أكبر ميناء تجاري في ناميبيا، يتعامل (خليج والفيس) مع خمسة ملايين طن من البضائع كل عام.

وقد عمل المشروع الذي تبلغ قيمته 300 مليون دولار على مدى خمس سنوات أن يضاعف الميناء طاقته الاستيعابية لوحدات الحاويات ويقلل أوقات انتظار السفن.

وأعلن في السابق أن محطة الحاويات الجديدة المبنية على مساحة 40 هكتاراً من الأراضي المستصلحة، ستدخل حيز التشغيل الكامل في سبتمبر 2020.

مصفاة النفط في نيجيريا

تأمل المصفاة الجديدة في نيجيريا في تزويدها بالطاقة، ففي حين أن نيجيريا هي واحدة من أكثر الدول الغنية بالنفط في إفريقيا، إلّا أن مصافيها تعمل فقط بجزء صغير من طاقتها، ولا يقتصر الأمر على السوء بالنسبة للاقتصاد فحسب، فنقص الوقود يعني أن نيجيريا تعاني انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ متكرر. لكن أغنى رجل في إفريقيا، أليكو دانجوتي، يقوم ببناء مصفاة لتكرير النفط يقول إنها ستحل مشكلة الوقود في نيجيريا، وستكون مصفاة دانجوت الجديدة لتكرير البترول، التي تغطي مساحة 2635 هكتاراً، هي الأكبر في إفريقيا، بقدرة على معالجة 650 ألف برميل يومياً. وفي ديسمبر 2023، تلقت المصفاة الدفعة الأولى من النفط الخام ومن المتوقع أن تبدأ عملياتها قريباً.

سكك حديد لاغوس-كانو

وهناك خط سكك حديدية جديد لربط نيجيريا -وهو مشروع سكك حديدية طموح آخر.

خط سكك حديد لاغوس-كانو القياسي، في نيجيريا، سيمتد لمسافة 1678 ميلاً (2700 كيلومتر) من مدينة لاغوس الساحلية إلى مدينة كانو الشمالية، بالقرب من الحدود مع النيجر. وبهدف تعزيز الاقتصاد، ستنقل السكك الحديدية الركاب والبضائع.

قامت ببناء المشروع شركة البناء للهندسة المدنية الصينية (CCECC) وذلك بتمويل جزئي من بنك إكسيم، ويُستكمل المشروع على مراحل متعددة، إذ تم الانتهاء من القسم الأول بين أبوجا وكادونا في عام 2016، في حين افتُتح القسم الثاني من لاغوس إلى إبادان في يونيو 2021.

مركز تكنولوجي جديد في كينيا

لا تزال مدينة كونزا التكنولوجية (المعروفة أيضاً باسم كونزا تكنوبوليس) في المراحل الأولى من البناء، وقد صُمِّمت لتصبح موطناً للمشهد التكنولوجي المزدهر في كينيا.

تقع هذه المدينة التي تبلغ مساحتها 5000 فدان، على بعد 37 ميلاً فقط خارج نيروبي، وهي المشروع الرئيسي لرؤية كينيا 2030، وهي مبادرة لدفع النمو الاقتصادي في قطاع التكنولوجيا والاتصالات.

وكان التقدم في المشروع بطيئاً، لكنه جمع 800 مليون دولار من التمويل، تتضمن الخطط الحالية تكنولوجيا المدن الذكية المتكاملة مثل أجهزة استشعار الطرق التي تعمل على تحسين تدفق حركة المرور.