كشف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الجمعة، عن تفاصيل مشروع تنمية منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي، في إطار شراكة مع الإمارات تدرُّ على الاقتصاد المصري 35 مليار دولار خلال شهرين.

ووقَّع الصفقة من الجانب الإماراتي محمد السويدي وزير الاستثمار والرئيس التنفيذي ل شركة أبوظبي التنموية القابضة ومن الجانب المصري عاصم الجزار وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية.

وقال مدبولي خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في العاصمة الإدارية الجديدة إن هذه الصفقة هي «بكل المقاييس أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر» وتتعلق بتنمية وتطوير منطقة رأس الحكمة.

وأضاف «تنمية رأس الحكمة تأتي في إطار مخطط التنمية العمرانية لمصر لعام 2052»، وسيبدأ التطوير في مطلع عام 2025، وسيتضمن تنمية مجتمعات عمرانية متكاملة وليست مجتمعات سياحية صيفية، بحسب ما قال مدبولي.

وسيُقام المشروع على مساحة 170.8 مليون متر مربع أي أكثر من 40 ألفاً و600 فدان.

التفاصيل المالية للصفقة

ستتضمن الصفقة شقّين، أحدهما مالي يسدد كمقدم وجزء آخر في شكل حصة من أرباح المشروع طول مدى المشروع، بحسب ما قاله مدبولي.

وأضاف «المقدم سيتضمن استثماراً أجنبياً مباشراً يدخل في ظرف شهرين بإجمالي 35 مليار دولار على دفعتين، الدفعة الأولى خلال أسبوع بإجمالي 15 مليار دولار، وهي عبارة عن 10 مليارات دولار سيولة من الخارج مباشرة بالإضافة إلى تنازل الإمارات عن جزء من الودائع الإماراتية لدى البنك المركزي المصري وهو 5 مليارات دولار.

أما عن الدفعة الثانية فستكون بعد شهرين بقيمة 20 مليار دولار، وهي عبارة عن 14 مليار دولار سيولة ستأتي مباشرة بالإضافة إلى 6 مليارات باقي الودائع الإماراتية في البنك المركزي المصري، وقال مدبولي «سيقوم البنك المركزي المصري بتحويل تلك الاستثمارات إلى العملة المصرية لتمويل المشروع، وهو ما سيسهم في تحقيق استقرار لأسعار الصرف في السوق المصرية».

وسيكون للدولة المصرية 35 في المئة من أرباح المشروع.

ويتوقع الجانب الإماراتي استثمار ما لا يقل عن 150 مليار دولار سيتم ضخها طوال مدة تنفيذ المشروع.

وأكد مدبولي أن كل الاستثمارات التي ستضخ ستتحول للجنيه المصري، وأن كل شركات المقاولات والتطوير العقاري المصرية ستعمل في هذا المشروع، وستتولى المصانع المصرية توريد المواد الخام، وستخلق ملايين من فرص العمل وستساعد على استقطاب 8 ملايين سائح.

وتطرق مدبولي خلال المؤتمر الصحفي إلى الاتفاق الوشيك بين مصر وصندوق النقد الدولي، وقال إن البلاد على بعد خطوات قليلة من إبرام هذا الاتفاق.

مشروع رأس الحكمة

وأشار مدبولي إلى أن المشروع يتضمن بناء سلسلة من المدن الذكية الجديدة التي تستوعب ملايين السكان وتخلق فرص عمل للشباب المصري وتعمير مدن مستدامة وخضراء تعتمد على الطاقة النظيفة.

وسيتولى تنفيذ المشروع من الجانب الإماراتي شركة أبوظبي التنموية القابضة، ومن الجانب المصري هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

وذكر مدبولي أن شركة باسم رأس الحكمة ستؤسس لتكون شركة مساهمة مصرية وتتولى تطوير المشروع.

وقال إن المدينة ستتضمن «أحياء سكنية لكل المستويات وفنادق ومشروعات ترفيهية وكل الخدمات العمرانية الموجودة في كل مدينة بالإضافة إلى منطقة حرة خدمية خاصة بالإضافة إلى حي مركزي للمال والأعمال».

كما ستتضمن المدينة مارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية، كما تم الاتفاق على تطوير وإنشاء مطار دولي بجنوب المدينة، حيث سيتم تخصيص أرض لوزارة الطيران، وسيتم التعاقد مع شركة أبوظبي التنموية لتطوير المطار.

كان مجلس الوزراء المصري قد قال في بيان أمس إن «الصفقة الاستثمارية الكبرى بداية لعدة صفقات تعمل الحكومة عليها حالياً لزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة».

وتابع «هذه الصفقة الكبرى وغيرها وما ستوفره من سيولة نقدية كبيرة من العملة الصعبة ستسهم في استقرار سوق النقد الأجنبي وتحسين الوضع الاقتصادي».

وتمتد شواطئ قرية رأس الحكمة من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي لمصر حتى الكيلو 220 بمدينة مطروح التي تبعد عنها مسافة 85 كيلومتراً.