تستعد سوق العقارات السكنية في دبي لتلقي استثمارات بقيمة 4.4 مليار دولار من قبل الأثرياء العالميين في عام 2024، وفقاً لتقرير شركة الاستشارات العقارية نايت فرانك، ما يؤكد المكانة المتزايدة لدبي في أذهان أثرياء العالم لشراء العقارات.
وكشف استطلاع الرأي، الذي أجرته نايت فرانك على 317 شخصاً من الأثرياء، أن دبي احتلت المرتبة الأولى باعتبارها الإمارة الأكثر تفضيلاً في دولة الإمارات العربية المتحدة بين الأثرياء حول العالم لشراء عقار سكني، إذ تبلغ نسبة الإقبال في عام 2024 نحو 73 في المئة، مقارنة بـ67 في المئة في 2023.
وتأتي إمارة أبوظبي في المرتبة الثانية مع نسبة إقبال لشراء العقارات السكنية بنسبة 23 في المئة، في حين حصلت الشارقة على المركز الثالث هذا العام مع نسبة إقبال بنحو خمسة في المئة، وفقاً لاستطلاع الرأي.
وقال فيصل دوراني رئيس قسم الأبحاث في نايت فرانك بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «تظل دبي الوجهة المفضلة لمجتمع الأثرياء العالمي، فلم تكتفِ المدينة بتعزيز مكانتها باعتبارها السوق الأكثر نشاطاً بمبيعات المنازل التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار على مستوى العالم فحسب، بل بات الأثرياء يتطلعون إلى عيش أسلوب الحياة في دبي والاستثمار في العقارات ذات القيم العليا في الإمارة».
وأضاف دوراني «أفضل دليل على ذلك هو أن رغبة الأفراد ذوي الثروات العالية في امتلاك منزل في المدينة تتضاعف من 28 في المئة لأولئك الذين تتراوح ثروتهم الصافية بين 2-5 مليون دولار، إلى 78 في المئة للذين تزيد ثروتهم الصافية على 15 مليون دولار».
كما أشار دوراني إلى أنه في العام الماضي، اقترب إجمالي حجم المعاملات السكنية من رقم قياسي بلغ 120 ألف صفقة، بقيمة تقدر بنحو 95 مليار دولار، ومع ذلك لم تشكل مبيعات المنازل التي تزيد على 10 ملايين دولار سوى ثمانية في المئة من هذا الرقم من حيث القيمة الإجمالية للمبيعات.
وتابع قائلاً «ما هو استثنائي بالفعل هو متوسط الميزانية للأفراد ذوي الثروات العالية الذين يفكرون في شراء عقار في دبي، إذ إن 25 في المئة منهم مستعدون لإنفاق ما بين 60-80 مليون دولار على منزل في المدينة، بينما يود 16 في المئة إنفاق أكثر من 80 مليون دولار».
وبحسب نايت فرانك، فإنّ ازدهار دبي جاء نتيجة تحويلها إلى مركز تجاري عالمي خلال الخمسين عاماً الماضية، وقد أسهمت هذه الخطوة، جنباً إلى جنب مع الاستثمارات في البنية التحتية والتركيز على الحياة الاجتماعية، في تحسين مستوى المعيشة بشكل مستمر وتحقيق معدلات استثنائية في السلامة العامة.
وتعتبر دبي ثاني أكبر واجهة سياحية عالمية تفضيلاً بالنسبة للأثرياء، إذ شهدت هذه الإمارة صعوداً سريعاً منذ أن كانت قرية صيد صغيرة في بدايات القرن الثامن عشر، لتصبح ثالث أكثر المدن زيارة في العالم بعد لندن وإسطنبول، حيث بلغ عدد الوافدين إليها 17.1 مليون في عام 2023.