تُعرض القصور التاريخية الفرنسية للبيع بأسعارها زهيدة. لكن، ما يقف وراء ذلك تحديات هائلة تواجه الملاك الجدد، من تكاليف الصيانة والتجديد الباهظة المرتبطة بالمباني المصنفة كمعالم تاريخية.

في مختلف أنحاء فرنسا، هناك وفرة من القصور المعروضة للبيع، وفي حين يبلغ متوسط السعر المطلوب مليوني دولار، فإن القصور الأصغر حجماً قد تصل إلى بضع مئات الآلاف، وحتى أن بعض القصور، مثل القصر الفخم الملقب بـ«فرساي الصغير في جبال البرانس»، معروض للبيع.

ولكن هناك سبباً لوجودها في السوق، فتلك العقارات هي عبارة عن «حُفر ضخمة للمال».

وقال وكلاء العقارات إن المشترين يجب أن يتوقعوا تخصيص ما يصل إلى 1.5 في المئة من سعر الشراء للصيانة السنوية، وأكثر من ذلك بكثير إذا كان القصر يحتاج إلى تجديدات واسعة النطاق. وإذا صنف المكان باعتباره معلماً تاريخياً، كما الحال مع نحو 15 ألف قصر، فإن العملية تضيف مزيداً من مراحل البيروقراطية الفرنسية.

تتطلب العملية موافقة وزير الثقافة الفرنسي، ويدار العمل من قِبل متخصصين معينين.. في فرنسا بأكملها، يوجد 31 مهندساً معمارياً معتمداً لإدارة هذه المشاريع. علاوة على ذلك، تميل الأماكن إلى أن تكون قديمة بشكل مؤسف ومعزولة بشكل لا يصدق، بحسب بيزنس إنسايدر.

وقال وكيل العقارات الأميركي، أدريان ليدز، الذي عاش في فرنسا لمدة 30 عاماً، «صحيح، يمكنك شراء قصر في فرنسا مجاناً»، وأضاف «هناك سبب لذلك، لأن لا أحد يريدها!»

ما حصن المليارديرات الذي يضم منزل جيف بيزوس الجديد؟

الفرنسيون لا يريدونها.. ولكن الأميركيين يريدونها بشدة

وقال وكيل العقارات الفرنسي المتخصص في القصور، جونزاج لو نيل «كانت هناك غارات نهب بعد الجائحة مباشرة»، كان معظم الاهتمام يأتي من المشترين الأجانب في السوق لشراء منزل ثانٍ، لكن الآن تأتي العائلات التي تتطلع إلى الانتقال إلى الريف الفرنسي واستخدام القصر كمقر إقامة أساسي لها.

نصف القصور حول باريس مملوكة لأجانب، والاستفسارات من الأميركيين في تزايد في جميع أنحاء فرنسا.

بالنسبة للعديد من البائعين الفرنسيين، فإن ما يبدو رومانسياً في نظر الأميركيين أصبح أشبه باللعنة.

كان قصر إسبيناي، وهو قصر مكون من 15 غرفة في بريتاني، مملوكاً لعائلة ويليامز هنري دوبيني لمدة 250 عاماً.. جعله والده، على فراش الموت، يعده بعدم البيع أبداً.

ولكن في سن التاسعة والسبعين، لأم يعد في مقدوره توفير الاحتياجات المالية للعناية بالعقار وليس لديه أطفال، ولا يرغب أي من أقاربه الأصغر سناً في الانتقال إلى شمال غرب فرنسا لتولي المكان.

يرغب هنري دوبيني، مثل العديد من الملاك الفرنسيين الذين يشعرون بثقل التاريخ، في البيع بشدة.. لكنه أيضاً يميل إلى المبالغة في تقدير قيمة هذا التاريخ، لقد مرت خمس سنوات منذ أن عرض القصر للبيع مقابل 2.7 مليون دولار، وما زال لا يجد مشترياً.

ويقدر أن القصر يحتاج إلى تجديدات بقيمة 100 ألف دولار، رغم أن وكيله العقاري يقول إن التكلفة أقرب إلى مليون دولار.. وهناك عفن وحمام واحد فقط يعمل.. والمكان مكلف للغاية للتدفئة لدرجة أن هنري دوبيني ينام في كوخ للضيوف خلال فصل الشتاء.

لسنوات، كان هنري دوبيني ينتظر مشترياً سيحب المكان بقدر ما يحبه.. ولكن بعد ذلك اشترى زوجان من أوهايو قصراً على الطريق؛ فأعجب بالتزامهما وتجديدهما الأنيق.

ويقول الآن إن المشتري المفضل لديه هو «أميركي لديه الكثير من المال».

إن أغلب الأميركيين الذين يستأجرون قصوراً لا يبحثون عن حياة أوروبية مترفة، بل إن هدفهم هو بدء عمل تجاري. وتأمل كارتر، التي استضافت للتو أول رحلة لها في شاتو دو بوري، أن تدر في نهاية المطاف 60 ألف دولار أميركي سنوياً من خلال تسويق رومانسية الريف الفرنسي للأميركيين والكنديين.

وهي تخطط لاستضافة رحلات إبداعية للرسامين والكتاب، ورحلات «شفاء» للأرامل.