بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام، يعود الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية علي بابا، إلى دائرة الضوء الإعلامية من جديد، عقب معاناة شركتيه علي بابا وآنت غروب من حملات بكين للحد من نفوذ القطاع الخاص في الصين.

وعلى الرغم من شهرته باسم متجره الإلكتروني علي بابا، فإنه حصل على لقب جديد وهو (مطبخ ما)، إذ ألقى بثقله وراء شركة ناشئة أسسها حديثاً باسم (مطبخ ما للمأكولات في هانغتشو).

مطبخ جاك ما

وفقاً للسجلات العامة الصينية، تأسست الشركة يوم الأربعاء الماضي في مدينة هانغتشو، مسقط رأس ما في شرق الصين والتي تعد أيضاً بمثابة قاعدة لعملاق التجارة الإلكترونية علي بابا.

من المقرر أن يركز المشروع الجديد على بيع المواد الغذائية المعبأة والواردات والصادرات وبيع المنتجات الزراعية الصالحة للأكل، وفقاً لنظام نشر المعلومات الائتمانية للمؤسسات الوطنية في الصين.

وأظهر النظام أن مطبخ ما سجل رأس مال قدره 10 ملايين يوان (أي ما يعادل نحو 1.4 مليون دولار)، ولم تقدم الشركة الجديدة تفاصيل علنية عن نموذج أعمالها أو نوع الطعام الذي ستبيعه.

على الرغم من التفاصيل الضئيلة، أثارت هذه الشركة تكهنات بأن مؤسس علي بابا يتطلع إلى الاستفادة من طفرة الوجبات الجاهزة في الصين.

بلغت قيمة السوق الصينية للوجبات الجاهزة –وهي الأطعمة الجاهزة للتسخين والأكل– نحو 71.1 مليار يوان (أي ما يعادل نحو 9.9 مليار دولار) العام الماضي، بزيادة تقدر بنسبة 28 في المئة على عام 2018، وفقاً لشركة يورومونيتور إنترناشيونال.

كما ارتفع الطلب على الأنواع الأخرى من المواد الغذائية المعبأة سابقاً، إذ تضاعف سوق مجموعات الوجبات -وهي صناديق الطعام التي تتطلب تجميعاً أو طهياً بسيطاً- ثلاث مرات تقريباً من 10.6 مليار يوان (1.5 مليار دولار) في عام 2018 إلى 29.1 مليار يوان (4 مليارات دولار)، في عام 2022، وفقاً لبيانات الشركة ذاتها.

وقال بن كافندر، المدير الإداري لمجموعة أبحاث السوق الصينية، لشبكة CNN إن هذا المجال يتسم بمساحة هائلة من الابتكار على الرغم من عدم وجود تفاصيل حول مشروع ما الجديد.

وأضاف «لقد أصبحت الوجبات المعبأة تحظى بشعبية متزايدة، إذ يختار المستهلكون في بعض الحالات هذه الوجبات لأنهم يتاجرون بها ولا يتناولون الطعام بالخارج كثيراً، ولكنهم يختارونها أيضاً بسبب تنوعها فضلاً عن ضيق الوقت».

وأوضح أن هناك طلباً على مجموعة واسعة من الخيارات عالية الجودة من هذه المنتجات بأسعار معقولة، وهذا هو المجال الذي ستضيف فيه علاقة جاك بالتجارة الإلكترونية.

عودة علي بابا إلى عالم الأعمال

جاءت أخبار عودة جاك ما إلى عالم الأعمال، في وقت يولي فيه المستثمرون اهتماماً كبيراً بمصالحه التجارية، خاصة بعدما تأجلت خطط بيعه لما يعادل قيمته مئات الملايين من الدولارات من أسهم علي بابا بعد الانخفاض الذي شهدته مؤخراً.

أسس ما شركة علي بابا في عام 1999، واستقال من منصب رئيس مجلس إدارة الشركة في عام 2019، قبل عام من مواجهة السلطات الصينية لانتقادها الهيئات التنظيمية المالية والبنوك الصينية.

منذ ذلك الحين، ظل رجل الأعمال بعيداً عن الأنظار نسبياً بينما ظل أحد المساهمين في شركة علي بابا.

(ميشيل توه وإريك تشيونغ – CNN)