مع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي، باتت عمليات الاحتيال أكثر تطوراً من أي وقت مضى، ما يضع الشركات والأفراد على خط النار في معركة متصاعدة ضد المحتالين.
أصبحت التقنية التي كانت في السابق حكراً على الأفلام الخيالية الآن متاحة بضغطة زر، إذ يمكن لأي شخص إنشاء فيديو أو صوت مزيف يُستخدم لخداع الضحايا، من الأفراد العاديين إلى كبرى الشركات العالمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
في هونغ كونغ، تمكن محتالون باستخدام «الديب فايك» من انتحال شخصيات موظفين كبار في شركة عالمية خلال اجتماع عبر الفيديو، وخدعوا "زميلهم" لتحويل 200 مليون دولار هونغ كونغي (26 مليون دولار أميركي).. هذه الحادثة ليست معزولة، بل جزءاً من موجة متزايدة من الاحتيال الرقمي عالي الدقة.
كيف أصبح الاحتيال أسهل؟
قبل عقد من الزمن، كان إنشاء صوت مزيف يتطلب 20 ساعة من التسجيلات الأصلية، أما اليوم فكل ما يحتاج إليه المخترقون هو خمس ثوانٍ فقط من صوت الشخص المستهدف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبحت التزييفات أكثر دقة ويصعب كشفها حتى على الخبراء.
الحلول تتسابق مع الاحتيال
لا تقف شركات التكنولوجيا الكبرى مكتوفة الأيدي؛ طورت «إنتل» أداة فيك كاتشر
FakeCatcher القادرة على تحليل تدفق الدم في الوجه لاكتشاف الصور المزيفة، بينما تعتمد منصة بيين دروب «Pindrop» على تحليل نبرة الصوت لاكتشاف التلاعب.
كما أطلقت شركات مثل سيرف سيكوريتي «Surf Security» متصفحات إنترنت بميزة كشف الفيديوهات والصوتيات المصطنعة، ما يعكس اتجاهاً نحو إدراج أدوات مكافحة «الديب فايك» في كل شيء، من الهواتف الذكية إلى تطبيقات الشركات.
السوق الجديد.. من سيعيد الثقة؟
يُقدر الخبراء أن الشركات المتخصصة في كشف التزييف ستصبح ذات قيمة سوقية بمليارات الدولارات خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع تصاعد القلق من استخدام هذه التكنولوجيا في تزوير الهويات، والاحتيال المالي، وحتى التلاعب بالانتخابات.
لكن حتى مع كل هذه التطورات، يقول الباحثون إن «الديب فايك» قد يصبح قريباً مثل البريد العشوائي (Spam)، مشكلة رقمية لا تختفي تماماً، لكن يتم التحكم بها من خلال أدوات متقدمة.. حتى ذلك الحين، يبقى الحذر مطلوباً، لأن «ما تراه وتسمعه لم يعد كما كان... حقيقياً».