تراجع مؤشر ثقة المستهلك في الولايات المتحدة، بحسب استطلاع حديث من كونفرنس بورد، بمقدار 7.2 نقطة ليبلغ 92.9 في مارس آذار 2025، مستكملاً سلسلة الانخفاضات التي بدأت في ديسمبر كانون الأول الماضي عقب الانتخابات الرئاسية. يأتي ذلك في ظل استمرار الرئيس دونالد ترامب في دفع أجندته الاقتصادية الطموحة، ما أثار قلقاً متصاعداً بشأن مستقبل النمو.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تراجع المؤشرات الرئيسية
انخفض مؤشر التوقعات (Expectations Index) إلى 65.2، وهو أدنى مستوى له منذ 12 عاماً، وكثيراً ما يُنظر إلى أي رقم دون عتبة 80 كمؤشر محتمل لركود وشيك.
وتعكس هذه البيانات الهبوط في ثقة الشرائح الأكبر سناً، ولا سيما من هم فوق 55 عاماً، بينما أبدت الفئة دون 35 عاماً تحسناً نسبياً في تقييمها للوضع الحالي، ما عوَّض بعض التشاؤم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
بالتزامن مع ذلك، أشارت كونفرنس بورد إلى أن المستهلكين توقعوا ارتفاعاً في أسعار الفائدة؛ إذ رجح 54.6 في المئة منهم زيادتها خلال الأشهر الـ12 المقبلة، في حين تضاءلت نسبة من يتوقعون خفضها إلى 22.4 في المئة.
كما ازدادت تطلعات المستهلكين لتسارع التضخم إلى 6.2 في المئة من 5.8 في المئة في فبراير شباط، في ظل استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية والخوف من تأثير السياسات التجارية والرسوم الجمركية.
مخاوف تضخم وركود تضخمي
من مؤشرات القلق البارزة ما وصفته كونفرنس بورد بالتوجه نحو «ركود تضخمي»؛ إذ يجتمع النمو الضعيف مع التضخم المتصاعد، ويرى عدد متزايد من الأميركيين أن الاقتصاد قد ينزلق نحو الركود، في حين يعرب آخرون عن قلق حيال تآكل قدراتهم الشرائية بفعل ارتفاع تكاليف المعيشة.
من جانبه، أشار التقرير إلى أن الآمال بتعزيز فرص العمل تراجعت، إذ انخفضت نسبة من يتوقعون توافر وظائف أكثر إلى 16.7 في المئة.
تأثير على النفقات وخطط الشراء
رغم الاضطراب حيال المستقبل، سجلت بعض الفئات خططاً لشراء سلع معمرة، كالأجهزة الإلكترونية، قبل ارتفاع الأسعار المرتقب بسبب الرسوم الجمركية.. ومع ذلك، تراجعت النية في شراء العقارات والسيارات على أساس المتوسط المتحرك لستة أشهر.
أما الأولويات في الإنفاق على الخدمات فمنها ما تقلص كالمصاريف على الترفيه والمناسبات الرياضية، فيما زادت النية في الإنفاق على أنشطة الهواء الطلق والسفر.
الضغط السياسي وتبدد التفاؤل
أفادت كونفرنس بورد بأن تصريحات المستهلكين تظهر تبايناً كبيراً مرتبطاً بالسياسات الحكومية؛ إذ إن المطالبات الإيجابية والسلبية تجاه إدارة ترامب تجلت بشكل واضح في الإجابات المفتوحة للمشاركين.
تضاف إلى ذلك مخاوف من تأثير إجراءات التجارة والتعريفات، فضلاً عن القلق من استمرار تضارب الأولويات السياسية والاقتصادية.
وأكدت المؤسسة أن الأجواء المحيطة بالأسواق المالية ازدادت ضبابية، في وقت تشهد الثقة بأسعار الأسهم تراجعاً ملحوظاً وتلوح في الأفق إشارات جديدة لاحتمال دخول الاقتصاد الأميركي مرحلة ركود.