مصر والمغرب والبرازيل.. أسواق تستفيد من رسوم ترامب الجمركية

الهند تستكشف الفرص المحتملة في قطاعي المنسوجات والأحذية (شترستوك)
مصر والمغرب والبرازيل.. أسواق تستفيد من رسوم ترامب الجمركية
الهند تستكشف الفرص المحتملة في قطاعي المنسوجات والأحذية (شترستوك)

ظهرت مجموعة من الدول قد تستفيد من السياسات التجارية الأميركية رغم أن خطر الركود الناجم عنها سيحد من النتائج الإيجابية، وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة صدمت العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين وهزت الأسواق العالمية.

ويرى منافسون من بينهم البرازيل والهند وتركيا وكينيا وغيرهم أن هناك جانباً إيجابياً في تلك السياسات، وسط نتائج سلبية يواجهها حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون المقربون، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، بسبب رسوم جمركية بنسبة 20 بالمئة أو أكثر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتعد البرازيل ضمن مجموعة من الأسواق فرضت عليها أقل نسبة من الرسوم الجمركية المضادة بنسبة بلغت 10 في المئة.

وتستفيد الدولة صاحبة القطاع الزراعي العملاق من رسوم ردت بها الصين من المرجح أن يكون لها تداعيات على مصدري المنتجات الزراعية في الولايات المتحدة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وتجسد البرازيل، بصفتها مستورداً صافياً للسلع من الولايات المتحدة، كيف يمكن لبعض الدول استغلال حرب تجارية يشنها ترامب بالأساس ضد الصين وغيرها من كبار المصدرين الذين يحققون فوائض في التبادل التجاري مع الولايات المتحدة.

ويمكن لدول مثل المغرب ومصر وتركيا وسنغافورة، وجميعها لديها عجز تجاري مع الولايات المتحدة، أن تحصل على فرصة في ظل معاناة دول مثل بنغلاديش وفيتنام اللتين تحققان فوائض كبيرة وتضررتا بشدة من سياسات ترامب.

وتواجه دولة بنغلاديش وفيتنام رسوماً جمركية بنسبة 37 و46 في المئة على الترتيب بينما تواجه الدول الأخرى المذكورة سلفاً رسوماً بنسبة 10 في المئة، وهو ما يعد تأثيراً هيناً في ظل نظام عالمي جديد يعمل ترامب على تشكيله.

وقال مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة «تي اند سي» للملابس الجاهزة، وهي شركة مصرية تركية: لم تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على مصر وحدها، فقد فرضت رسوماً أعلى بكثير على دول أخرى.

وأشار طلبة إلى الصين وبنغلاديش وفيتنام باعتبارهم منافسين رئيسيين لمصر في مجال المنسوجات.

ويمكن لتركيا التي تضررت صادراتها من الحديد والصلب والألمنيوم جراء رسوم أميركية سابقة أن تستفيد حالياً من فرض رسوم أكبر على أسواق أخرى.

ووصف وزير التجارة التركي عمر بولات الرسوم الجمركية المفروضة على بلاده بأنها أفضل ما يكون مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.

مخاطر تلوح في الأفق

يمكن للمغرب المرتبط باتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة أن يستفيد نسبياً من التداعيات التي أصابت الاتحاد الأوروبي والقوى الآسيوية السالف ذكرها.

وقال مسؤول حكومي سابق، طلب عدم ذكر اسمه، إن الرسوم الجمركية تمثل فرصة للمغرب لجذب المستثمرين الأجانب الراغبين في التصدير إلى الولايات المتحدة، نظراً لانخفاض الرسوم الجمركية البالغة 10 في المئة.

وقد جذبت استثمارات صينية ضخمة في المغرب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك اتفاقية بقيمة 6.5 مليار دولار مع شركة جوشن هاي-تك لإنشاء أول مصنع عملاق في إفريقيا، اهتماماً سلبياً من ترامب.

تداعيات سلبية أكبر

قالت لسيلينا لينج، الخبيرة الاقتصادية في بنك «أو.سي.بي.سي»: قد تستفيد سنغافورة من تدفق الاستثمارات في ظل سعي المصنعين إلى تنويع أعمالهم، إلا أنها ستظل خاضعة لقواعد صارمة تتعلق بالتصنيع والمحتوى المحلي.

وأضافت أن الخلاصة هي أنه لن يكون هناك رابحون إذا تعرض الاقتصاد الأميركي أو العالمي لأزمة حادة أو ركود.

قال تشوا هاك بين، الخبير الاقتصادي في «ماي بنك»، إن سنغافورة لا يمكنها الفوز في حرب التجارة العالمية، نظراً لاعتمادها الكبير على الصادرات، رغم فرض رسوم جمركية بنسبة 26% عليها.

وتشمل القطاعات التي يمكن للهند أن تقتنص فيها حصة سوقية من الصادرات إلى الولايات المتحدة المنسوجات والملابس والأحذية.

وتأمل الهند أيضاً الحصول على حصة أكبر في تصنيع هواتف آيفون من الصين بسبب الفارق في الرسوم الجمركية، رغم أن الرسوم البالغة 26 في المئة قد تجعل الهاتف أغلى بكثير في الولايات المتحدة.