تتوجه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى البيت الأبيض يوم الخميس لعقد لقاء رسمي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في محاولة لإقناعه بتخفيف حدة الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على صادرات الاتحاد الأوروبي، عبر ما وصفه مراقبون بـ«هجوم دبلوماسي شخصي ناعم». وتعد ميلوني، التي تنتمي إلى التيار اليميني المتشدد، أول زعيمة أوروبية تجتمع بترامب منذ اندلاع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ووصف ترامب ميلوني سابقاً بأنها «قائدة رائعة» تشاركه العديد من الرؤى المحافظة، الأمر الذي دفع مسؤولين أميركيين للقول بأن «العلاقة بين ميلوني وترامب خاصة جداً»، معتبرين أنها قد تشكل «جسراً» لصفقة تجارية محتملة.
وفي تصريح لأحد مسؤولي إدارة ترامب قبل الاجتماع المرتقب في الساعة 4:00 مساءً بتوقيت غرينتش، قال، «نحن منفتحون ومستعدون لعقد صفقات مع الدول التي تأخذ الأمور على محمل الجد، ونأمل أن تكون
إيطاليا والاتحاد الأوروبي ضمن تلك الدول».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ورغم محاولة ميلوني الحفاظ على العلاقات مع ترامب فإنها سبق أن وصفت الرسوم الجمركية البالغة 20 في المئة على صادرات الاتحاد الأوروبي بأنها «خاطئة»، خاصة بعد تعليقها مؤقتاً لمدة 90 يوماً.
ودعت ميلوني الاتحاد الأوروبي إلى التروي وعدم الرد بالمثل، مؤكدة أنها تسعى لتخفيف التوتر وتقديم نفسها كحلقة وصل قد تخفف من حدة النزاع.
ورجّحت الصحف الإيطالية أن تسعى ميلوني من خلال هذه الزيارة إلى تمهيد الطريق لعقد اجتماع مستقبلي بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في ظل رغبة أوروبية بتطبيق ما يُعرف بسياسة «صفر مقابل صفر» لإلغاء الرسوم المتبادلة على المنتجات الصناعية.
في المقابل، يخشى بعض حلفاء الاتحاد الأوروبي أن تؤدي الخطوة الإيطالية إلى إضعاف وحدة الموقف الأوروبي، وحذر وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي قائلاً، «إذا بدأنا محادثات ثنائية فهذا سيقوض الديناميكية الحالية».
وعلى صعيد السياسة الدولية، يُتوقع أن تكون الحرب الروسية على أوكرانيا نقطة خلاف محتملة، فرغم دعم ميلوني القوي لكييف وإدانتها لهجمات موسكو، فإن لقاءات سابقة في البيت الأبيض أظهرت مواقف عدائية من ترامب تجاه الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ما يثير مخاوف من سيناريو مشابه.
وقبيل مغادرتها إلى واشنطن، قالت ميلوني خلال حفل تكريم للمنتجات الإيطالية، «ندرك أننا نمر بمرحلة صعبة، وسنرى كيف ستسير الأمور في الساعات المقبلة، لا أشعر بأي ضغط، لكنني على دراية بما أمثله وما أدافع عنه».
ومن المقرر أن تعود ميلوني إلى روما يوم الجمعة استعداداً لاستقبال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي يجمعها به اجتماع مقرر أيضاً.
وتحظى هذه الزيارة باهتمام كبير في الأوساط الاقتصادية الإيطالية، إذ تشكل الولايات المتحدة ما يقارب عشرة في المئة من صادرات إيطاليا، الدولة التي تعد رابع أكبر مصدر صناعي في العالم، ما يجعل من أي تصعيد تجاري مصدر قلق حقيقي لروما وبروكسل على حد سواء.
(أ.ف.ب).