ترامب في قطر بعد زيارة تاريخية إلى السعودية

في القمة الخليجية الأميركية، ترامب يعلن استثمارات بـ600 مليار دولار، تطبيع محتمل مع سوريا، وصفقات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والدفاع والطاقة. (شترستوك)
ترامب في السعودية
في القمة الخليجية الأميركية، ترامب يعلن استثمارات بـ600 مليار دولار، تطبيع محتمل مع سوريا، وصفقات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والدفاع والطاقة. (شترستوك)

 وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأربعاء، عقب مغادرته الرياض، حيث كان في وداعه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء السعودي.

وكان الرئيس الأميركي قد شارك أخيراً في القمة الخليجية- الأميركية واصفاً دول الخليج بأنها دول مستقرة ومزدهرة، وكل العالم مهتم بالفرص المتاحة فيها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ومن المرتقب أن يلتقي ترامب في الدوحة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، فيما وصفت وكالة الأنباء القطرية الزيارة بأنها حدث استثنائي، كونها تأتي ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه منصبه في شهر يناير الماضي، فضلاً عن أنها ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى دولة قطر بعد زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش في عام 2003.

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة خليجية في ولايته الحالية من العاصمة السعودية الرياض، معلناً عن مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والدفاعية غير المسبوقة، تضمنت استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، وصفقة دفاعية قياسية بـ142 مليار دولار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في اليوم الأول، أمس الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية عن حزمة ضخمة من الاستثمارات والاتفاقيات الاستراتيجية شملت قطاعات الدفاع والتكنولوجيا والطاقة، بقيمة إجمالية قدرها 600 مليار دولار، ما يعكس حجم التعاون المتنامي بين واشنطن ودول الخليج، لاسيما في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة.

أبرز الاتفاقيات تمثلت في توقيع صفقة دفاعية قياسية تبلغ قيمتها نحو 142 مليار دولار، وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ العلاقات الدفاعية بين البلدين. وجاء ذلك ضمن سعي المملكة لتحديث بنيتها الدفاعية وتعزيز قدراتها الجوية والصاروخية، وسط توتر إقليمي مستمر مع إيران والحوثيين في اليمن.

وكان لافتاً حضور عدد من أكبر الأسماء في قطاع التكنولوجيا الأميركي خلال هذه الزيارة، إذ ضم الوفد المرافق لترامب رؤساء شركات عملاقة مثل إنفيديا، وأوبن إيه آي، آي بي إم، وإيه إم دي، وهو ما أضفى طابعاً اقتصادياً تكنولوجياً بالغ الأهمية على اللقاءات.

شراكات تكنولوجية عملاقة

خلال جلسة خاصة في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، أعلن الرئيس ترامب عن توقيع سلسلة من الشراكات التقنية بين الشركات الأميركية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، من بينها مشروع مشترك مع شركة هيوماين الناشئة لبناء مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي بقدرة تصل إلى 500 ميغاواط.

كما أعلنت شركة (إيه إم دي) عن خطة استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة، في حين أبرمت كوالكوم وغوغل وسيلز فورس وأوراكل اتفاقيات إضافية لتعزيز التعاون في مجالات البيانات والحوسبة السحابية ونقل التكنولوجيا.

ترامب أشار في تصريحاته إلى أن التكنولوجيا الأميركية تمثل «الوقود الجديد لما بعد النفط»، وأن الشراكات الراهنة تُمهد لحقبة ذهبية من النمو التكنولوجي والاقتصادي المشترك بين الولايات المتحدة ودول الخليج، في إطار رؤية طويلة المدى تهدف إلى تنويع الاقتصاد الخليجي وتعزيز استقلاله عن النفط.

وأشاد بالدور القيادي الذي تلعبه السعودية في التحول الرقمي العالمي، خاصة من خلال مشاريعها الضخمة ضمن «رؤية 2030».

العلاقات مع سوريا

وأعلن ترامب عن رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على سوريا، في خطوة فُسرت بأنها بداية تحول كبير في السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

الرياض.. فرص استثمارية

قال وزير الخارجية السعودي إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تمر بمرحلة استراتيجية متقدمة، مؤكداً أن هناك شراكة اقتصادية قوية تربط البلدين وتزداد عمقاً مع مرور الوقت.

وأضاف أن العديد من الشركات الأميركية بدأت بالفعل فتح فروع لها داخل المملكة، مستفيدة من البيئة الاستثمارية المتنامية والإصلاحات الاقتصادية الجارية.

وأشار إلى أن السعودية ستدعم جهود التعافي الاقتصادي في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة وقرار واشنطن برفع العقوبات، معتبراً أن هناك فرصاً استثمارية واعدة في السوق السورية يمكن للقطاع الخاص الأميركي الاستفادة منها خلال المرحلة المقبلة.

الخليج يرحب بالشراكة الموسعة

خلال القمة، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن دول الخليج تتطلع إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فيما اقترح أمير الكويت إطلاق منتدى خليجي-أميركي دائم للاستثمار وريادة الأعمال.

كما كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن نمو في الاستثمارات الخليجية في أميركا وصل إلى 120 مليار دولار خلال 2024، مؤكداً أن المنطقة «على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة».

قطر الوجهة التالية.. ومزيد من الاتفاقات المرتقبة

بعد مغادرته الرياض، توجه ترامب إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث من المتوقع أن يستكمل جولته بعقد اجتماعات مع قادة خليجيين وممثلي شركات، في ظل رغبة أميركية بتوسيع الشراكات التكنولوجية والدفاعية في المنطقة.

كما سيتوجه لاحقاً إلى دولة الإمارات، التي كانت أول دولة تُعين وزيراً للذكاء الاصطناعي، وتستضيف شركة G42، المستفيدة من استثمار أميركي بقيمة 1.5 مليار دولار عبر شركة مايكروسوفت.