أدى زخم السوق في أعقاب الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين إلى عودة الأسهم إلى مستوياتها القياسية، إلا أن الحذر بشأن التداعيات الاقتصادية للرسوم الجمركية المتبقية وارتفاع تقييمات الأسهم قد يُبطئ المكاسب على المدى القريب. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 18 في المئة منذ أن بلغ أدنى مستوى إغلاق له لهذا العام في 8 أبريل، ما أدى إلى محو خسائر المؤشر القياسي لعام 2025، وخفضه بنحو 4 في المئة عن ذروته التاريخية التي بلغها في فبراير.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ووصل مُعدل السعر إلى الأرباح لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أعلى مستوى له في شهرين، بينما انخفضت تقديرات نمو الأرباح لعام 2025 منذ بداية العام.
وتبدو الرسوم الجمركية الأميركية أقل صرامة من ذي قبل، إلا أن رسوم الاستيراد لا تزال قد تُؤثر سلباً على أرباح الشركات وإنفاق المستهلكين، ما يُثير قلقاً بشأن الاقتصاد، وفقاً للمستثمرين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في الوقت الحالي، تتضاءل المخاوف من أسوأ سيناريوهات التجارة التي قد تؤدي إلى ركود اقتصادي، وقد عزز هذا الارتياح انتعاش السوق بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2 أبريل عن فرض رسوم جمركية عالمية شاملة، ما أثار تقلبات حادة وأدى إلى هبوط حاد في الأسهم.
وارتفعت الأسهم بشكل إضافي هذا الأسبوع بفضل هدنة مدتها 90 يوماً بين الولايات المتحدة والصين، تم التوصل إليها خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي خفضت الرسوم الجمركية من أكثر من 100 في المئة على كلا الجانبين، وهدأت الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وانخفض إجمالي الرسوم الجمركية الأميركية الفعلية على الواردات إلى 14 في المئة من 24 في المئة سابقاً، وفقاً لمايكل فيرولي، الخبير الاقتصادي في جي بي مورغان، ولكنه لا يزال أعلى من معدل 2.3 في المئة في عام 2024.
وقال فيرولي في مذكرة يوم الثلاثاء إن معدلات الرسوم الجمركية الجديدة المنخفضة لا تزال تُعزز التضخم، وبالتالي تُؤثر سلباً على الدخل الحقيقي المتاح للإنفاق والإنفاق الاستهلاكي الحقيقي.
مع اقتراب موسم أرباح الربع الأول من نهايته، أعلنت الشركات الأميركية حتى الآن عن أرباح تفوق التوقعات بكثير، ومع ذلك، خفّض المحللون تقديرات أرباح العام بأكمله إلى 8.7 في المئة بدلاً من 14 في المئة في بداية العام، وفقاً لـLSEG IBES.
وقال أنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار في إدوارد جونز: «شهدنا تذبذباً في التقييمات مع انخفاض تقديرات الأرباح، لذا سيكون من الصعب تحقيق المزيد من المكاسب» على المدى القصير.
وارتفع مكرر الربحية المتوقع لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، بناءً على تقديرات الأرباح للأشهر الـ12 المقبلة، هذا الأسبوع فوق 21 لأول مرة منذ أوائل مارس.
ويُعد مكرر الربحية هذا أعلى بكثير من متوسط المؤشر طويل الأجل البالغ 15.8، ويمثل ارتفاعاً حاداً من مستوى 17.9 الذي انخفض إليه عند أدنى مستوياته في السوق في أبريل.
وصرح بنك UBS في مذكرة: «سيتعين على الاقتصاد التكيف مع ارتفاع الرسوم الجمركية، وقد يؤدي ذلك إلى فترة من ضعف البيانات الاقتصادية، ما قد يشكل عائقاً محدوداً للأسهم».
ورفع استراتيجيو جولدمان ساكس ويارديني للأبحاث أهدافهم هذا الأسبوع لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، حيث تستهدف يارديني الوصول إلى 6500 نقطة بنهاية العام، أي ما يزيد بنحو 10 في المئة على المستويات الحالية.
(رويترز)