8 نقاط فاصلة.. هل تظل المهارات البشرية هي الأهم في زمن الذكاء الاصطناعي؟

سباق الارتقاء بالمهارات (شترستوك)
سباق الارتقاء بالمهارات
سباق الارتقاء بالمهارات (شترستوك)

يحاول أصحاب العمل الارتقاء بمهارات موظفيهم لمساعدتهم على التكيّف مع عالم يهيمن عليه الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

وتحذر ورقة بحثية جديدة من أن القاعدة الأهم قد تكون تلك الأساسيات العامة التي تُعرف أحياناً بـ«المهارات الناعمة»، والتي تُعد ضرورية للتعلم المستمر وتطوّر المهارات المتقدمة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتتضمن هذه المهارات التواصل، والتفاعل، والتفكير النقدي، والتي تدعم قدرة الأفراد على اكتساب مهارات احترافية أكثر تعقيداً. 

دعوة إلى التركيز على المهارات كأساس للتنافسية

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قال ليتيان زانغ الأستاذ المساعد في كلية هارفارد للأعمال ومجموعة من المؤلفين في ورقتهم البحثية الجديدة المعنونة إن الاعتماد المهاري يكشف رأس المال البشري المتداخل.

وتوفّر الدراسة خارطة طريق للشركات وصنّاع السياسات لفهم كيفية تراكب المهارات عبر بنية «متداخلة»، تكافأ غالباً بأجور أعلى للموظفين المهرة.

الأساسيات أهم من المهارات التقنية أحياناً

قال زانغ إن سوق العمل يتغير بسرعة، وفهم مشهد المهارات وتسلسلها أصبح أمراً ضرورياً، والمهارات التقنية المتقدمة مهمة، لكنها لا تقل أهمية عن المهارات الأساسية، وربما تتفوق عليها. 

وفي وقت تُحوّل فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي قطاعات وأسواق عمل بأكملها، تحث الدراسة الشركات التي تسارع لمواكبة هذه التحولات على عدم فقدان البوصلة، وتذكّرهم بأهمية الأساسيات.

تحليل 70 مليون وظيفة.. المهارات تتطور على مراحل

اعتمد الباحثون على تحليل 70 مليون وظيفة مدرجة في 20 مليون سيرة ذاتية، بالإضافة إلى تصنيفات المهارات من مكتب إحصاءات العمل الأميركي ومصادر أخرى.

وتُبنى المهارات التخصصية على أساس المهارات العامة، وهو ما يتضح من أوصاف الوظائف في مجالات مثل البرمجة، والرياضيات، والبيولوجيا، والطب.

تصنيف المهارات إلى ثلاث فئات

قام الباحثون بتقييم متطلبات نحو 1000 مهنة وصنفوا المهارات وفقاً لمستوى أهميتها وإتقانها:

31 مهارة عامة مثل التعبير الشفهي والقدرة على التحدث بالإنجليزية

43 مهارة متوسطة مثل التفاوض والرياضيات

46 مهارة تخصصية مثل البرمجة والمرونة الديناميكية

واستخدموا بيانات حكومية لمقارنة أنماط المهارات بين الفئات المختلفة، ووجدوا أن سن 30 عاماً يشكل نقطة تحول، حيث ترتفع المهارات المتداخلة والعامة بسرعة قبل الثلاثين، ثم تستقر بعده.

المهارات المتداخلة تُترجم إلى أجور أعلى

وجد الباحثون أن هذه البُنى المهارية المتداخلة غالباً ما تُكافأ بأجور أعلى، وهو أمر منطقي بالنظر إلى عدد السنوات المطلوبة لتطوير المهارات بالتدرّج.

وفي بعض الحالات، تصل نسبة ما يقرب من 80 في المئة من العلاوة في الأجور الناتجة عن المهارات التخصصية، إلى اعتمادها على المهارات العامة الأساسية.

وتتضمن تلك المهارات الأساسية القراءة، وفهم النصوص، والتعبير الشفهي، ومستويات معينة من الرياضيات، والتفكير النقدي، والقيادة، والعمل الجماعي، وصفات أخرى يصعب قياسها بدقة.

الفجوات في المهارات

يلعب التعليم دوراً محورياً في تطوير المهارات العامة، ويُعد أساساً للمهارات التخصصية المستقبلية.

ولكن، ماذا يحدث إذا تلقى الفرد تعليماً غير كافٍ، وبالتالي لم يكتسب المهارات العامة بشكل ملائم في وقت مبكر من حياته؟

وجد المؤلفون أدلة على وجود فجوات عرقية وجندرية ضمن الهياكل المتداخلة المرتبطة بوظائف ذات أجور أعلى، ويُرجّح أن يكون السبب وراء ذلك هو عدم المساواة في الوصول إلى تعليم عالي الجودة، أو الصور النمطية التي تدفع الأفراد بعيداً عن مهن معينة في مراحل مختلفة من حياتهم.

ويؤكد المؤلفون أن العديد من المهارات العامة يمكن اكتسابها وصقلها حتى بعد الانتهاء من التعليم الثانوي أو الجامعي.

فخ المهارات.. عقبة في منتصف الحياة

قالت هيجين يون، أستاذة مشاركة في جامعة سيول الوطنية إنه من الصعب إعادة تعليم المهارات الأساسية في وقت لاحق من الحياة، فعندما تصل إلى مرحلة تحتاج فيها إلى كسب لقمة العيش، يصبح من الصعب جداً العودة لاكتساب تلك المهارات الأساسية، هذا ما نُسميه فخ المهارات، وهو ما يُسبب الفجوات.

ويحتاج صناع السياسات والمعلمون وأرباب العمل إلى «إعطاء الأولوية لتطوير المهارات الأساسية عبر جميع الفئات الديموغرافية والمناطق»، وذلك من خلال برامج التعليم والتدريب، لمعالجة الفجوات في المهارات.

الذكاء الاصطناعي يقلب موازين سوق العمل

أصبحت الهياكل المتداخلة، والوظائف ذات الأجور الأعلى المرتبطة بها، أكثر بروزاً على مدار العقدين الماضيين، في ظل التطورات التكنولوجية وغيرها من التغيرات التي تتطلب مهارات أكثر تقدماً.

وقال زانغ إن التكنولوجيا تُكثّف من تعقيد الهياكل المتداخلة، وهناك عوامل أخرى تلعب دوراً كذلك، مثل تزايد تعقيد الأدوار داخل المؤسسات، والتي تتطلب مهارات جديدة ومختلفة، الذكاء الاصطناعي هو بالتأكيد عامل مُربك.