صعّدت تايوان من لهجتها تجاه بكين اليوم الأحد بعد إعلان السلطات الصينية فتح مسار جوي جديد يمر فوق مضيق تايوان، معتبرة الخطوة محاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم وزيادة التوتر في المنطقة. وأدان «مجلس شؤون البر الرئيسي» التابع للحكومة التايوانية، المعني بسياسات الصين، ما وصفه بـ«الاستخفاف الكامل من جانب بكين بالتوافق القائم بين الجانبين وبالرأي العام في تايوان»، في إشارة إلى تفعيل مسار جوي جديد يمتد من الغرب إلى الشرق فوق ممرات جوية حساسة بين الضفتين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أجرت الصين في يناير كانون الثاني الماضي تعديلاً على مسار الطيران «إم 503» الذي يعبر مضيق تايوان من الشمال إلى الجنوب، وهو ما أثار في حينه انتقادات من تايبيه، ومنذ ذلك الحين، أعلنت بكين فتح مسارات جوية إضافية دون تنسيق مسبق مع السلطات التايوانية.
وبرر «مكتب شؤون تايوان» في الحكومة الصينية الخطوة الأخيرة بأنها تهدف إلى «تخفيف الضغط الناتج عن ارتفاع عدد الرحلات الجوية»، وفق ما نقلته وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية، إلّا أن تايوان نفت وجود أي زيادة في حركة الطيران، واعتبرت أن القرار جاء دون تشاور أو اتفاق مسبق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ودعا مجلس شؤون البر الرئيسي في تايبيه بكين إلى العودة لطاولة الحوار والتوقف عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب، مشيراً إلى أن «الوضع الراهن في مضيق تايوان ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ معقد بالفعل، وأي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى توترات لا يرغب بها أي طرف».
وتتمسك
بكين بموقفها المعلن بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولم تتخلّ يوماً عن استخدام القوة لضم الجزيرة التي تتمتّع بحكم ذاتي فعلي، وفي السنوات الأخيرة كثّفت الصين مناوراتها العسكرية البحرية والجوية بالقرب من الجزيرة، ما أثار قلقاً متزايداً لدى تايبيه وحلفائها الإقليميين.
ويأتي هذا التطور في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية في شرق آسيا، وسط قلق دولي من أي تحركات من شأنها تهديد أمن الطيران المدني أو إشعال فتيل أزمة جديدة في مضيق تايوان، أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم.