طوارئ في مصر بعد حريق سنترال رمسيس

طوارئ في مصر بعد حريق سنترال رمسيس (أ ف ب)
طوارئ في مصر بعد حريق سنترال رمسيس
طوارئ في مصر بعد حريق سنترال رمسيس (أ ف ب)

شهدت القاهرة، مساء الاثنين 7 يوليو تموز 2025، اندلاع حريق ضخم في غرفة الأجهزة داخل سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات.

تسبب الحريق في ارتباك واسع بخدمات الاتصالات والإنترنت، وأدى إلى تعطل بعض التطبيقات البنكية وخدمات الدفع الإلكتروني، ما أحدث تأثيراً مباشراً على ملايين المستخدمين والمؤسسات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

سارعت فرق الحماية المدنية بالتعاون مع مهندسي الشركة المصرية للاتصالات إلى موقع الحريق، وتمكنت من السيطرة عليه خلال ساعات، ومع ذلك، دوت أصداء هذا الحريق في جميع أنحاء القاهرة.

خطة طوارئ واستجابة عاجلة

أصدر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بيانين رسميين لمتابعة الموقف، أوضح فيهما أن الحريق نتج عنه تعطل مؤقت لبعض خدمات الاتصالات والإنترنت.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ونفذت الفرق المعنية خطة إخلاء سريعة، وقررت فصل التيار الكهربائي عن السنترال بالكامل كإجراء احترازي لحماية المعدات الحساسة.

أما في ما يخص خدمات الاتصالات، نقل الجهاز حركة الإنترنت الثابت الخاصة بعملاء الشركة المصرية للاتصالات بالكامل إلى سنترال الروضة كبديل سريع.

وبدأ التنسيق مع شركات المحمول الثلاث (فودافون، أورانج، اتصالات) لاستبدال دوائر الربط المتأثرة بمسارات بديلة من خلال سنترالات أخرى.

وطمأن الجهاز المواطنين بأن جميع خدمات الطوارئ لا تزال تعمل بكفاءة، وأن عودة الخدمة ستكون تدريجية خلال 24 ساعة.

كما أكد الجهاز أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لتعويض العملاء المتضررين وفق اللوائح التنظيمية، مع استمرار إصدار بيانات توضيحية تبعاً لتطور الموقف.

اضطرابات واسعة في أنحاء القاهرة الكبرى

أدى الحريق إلى انقطاع الإنترنت الأرضي والمحمول في مناطق متعددة من القاهرة، إذ أفاد مستخدمون بتوقف بعض خدمات الاتصال، بينما ظهرت صعوبة في استخدام شبكات الـ4G وVPN في المؤسسات التعليمية والخدمية، بما فيها الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وقد أرسلت إدارة الجامعة تنويهاً لأعضاء المجتمع الأكاديمي حول تأثير الحريق على خدمات الاتصال بالإنترنت داخل الحرمين الجامعيين في التجمع ووسط البلد.

أعطال تطول الخدمات المالية

أبلغ مستخدمون عن تعطل خدمات الدفع الإلكتروني عبر «إنستاباي» و«فوري»، إلى جانب توقف مؤقت في عمل بعض التطبيقات البنكية.

كذلك واجه عملاء صعوبة في تحويل الأموال أو سحبها من ماكينات الصراف الآلي، مع تكرار الشكاوى على منصات التواصل الاجتماعي، رغم استمرار عمل بعض التطبيقات الأخرى دون انقطاع.

البرلمان يتدخل ويوضح حجم الأضرار الفنية

أكد رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أحمد بدوي، أن الحريق تسبب في إتلاف معدات الربط بين الشبكات داخل السنترال، ما أدى إلى اضطراب حركة البيانات والمكالمات.

وأوضح بدوي أن سنترال رمسيس يعد مركزاً محورياً لتشغيل البنية الرقمية، إذ تمر عبره آلاف خطوط البيانات والمكالمات يومياً، ويخدم شبكات الربط بين شركات الاتصالات والبنوك.

ويذكر أنه افتُتح مبنى سنترال رمسيس في 25 مايو أيار 1927 بحضور الملك فؤاد الأول، وتجاوز عمره 98 عاماً، ما يجعله من أقدم منشآت الاتصالات في مصر.

ويُعرف المبنى بين العاملين في قطاع الاتصالات باسم «مخزن أسرار مصر الرقمية»، لما يحتويه من مراكز بيانات ووحدات استضافة ومفاتيح الربط بين مزودي الخدمة.

ضعف البنية التحتية يثير مخاوف

كشفت الحادثة عن هشاشة البنية التحتية في قطاع الاتصالات بمصر، وأثارت دعوات لإعادة هيكلة الشبكات وضمان توزيع الأعباء الفنية على مراكز متعددة بدلاً من الاعتماد على مركز رئيسي واحد.

وطالب خبراء تحدثوا إلى وكالة رويترز بضرورة الإسراع في تحديث السنترالات القديمة، وتوسيع قدرات مراكز الربط الاحتياطية لتفادي تكرار هذه الأزمة مستقبلاً.

في غضون ذلك، أعلنت الجهات المسؤولة بدء التحقيق الفني لتحديد السبب المباشر للحريق، وسط ترجيحات بوجود ماس كهربائي.

كما تعهدت الجهات الحكومية بتقييم الخسائر وتوفير الدعم الفني والتقني لضمان استقرار الخدمة من جديد.