أظهر تقرير أولي حالة من الارتباك في قمرة القيادة قُبيل تحطم طائرة تابعة لشركة طيران الهند ومقتل 260 شخصاً الشهر الماضي، بعد أن انقلبت مفاتيح قطع وقود محركات الطائرة في وقت واحد تقريباً، ما أدى إلى نقص الوقود في المحركات. بدأت
طائرة بوينغ 787 دريملاينر المتجهة إلى لندن من مدينة أحمد آباد الهندية تفقد قوة دفعها وتغرق بعد وقت قصير من إقلاعها، وفقاً لتقرير عن أخطر حادث طيران في العالم منذ عقد، والذي أصدره محققو الحوادث الهنود يوم السبت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يثير تقرير مكتب التحقيق في حوادث الطائرات الهندي حول حادث التحطم الذي وقع في 12 يونيو تساؤلات جديدة حول موقع مفاتيح قطع وقود المحركات الحرجة.
أظهرت لقطات من كاميرات المراقبة أن طائرة فور إقلاعها مباشرة، نشرت توربين هواء احتياطياً يُعرف باسم (رام)، وهو ما يُعد مؤشراً على فقدان الطاقة من المحركات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في اللحظات الأخيرة من الرحلة، سُمع صوت أحد الطيارين في مسجل صوت قمرة القيادة يسأل الآخر عن سبب قطعه الوقود، وجاء في التقرير: «أجاب الطيار الآخر بأنه لم يفعل ذلك».
ولم يُحدد التقرير أي التعليقات صدرت عن قائد الطائرة، وأيها عن الضابط الأول، ولا أي طيار أرسل نداء استغاثة «ماي داي، ماي داي، ماي داي» قبل الحادث مباشرة.
قاد الطائرة التابعة للخطوط الجوية الهندية الكابتن سوميت سابهاروال، البالغ من العمر 56 عاماً، والذي يمتلك خبرة طيران تمتد إلى 15,638 ساعة، وكان يعمل أيضاً مدرباً في الشركة، بحسب ما أعلنت الحكومة الهندية. أما مساعده فكان الطيار كلايف كوندر، ويبلغ من العمر 32 عاماً، ولديه خبرة إجمالية بلغت 3,403 ساعات طيران.
انقلبت مفاتيح الوقود من وضع التشغيل إلى وضع القطع في وقت واحد تقريباً بعد الإقلاع مباشرة، ولم يذكر التقرير الأولي كيف انقلبت المفاتيح إلى وضع القطع أثناء الرحلة.
قال وزير الطيران المدني رام موهان نايدو، لقنوات الأخبار المحلية: «نحن نهتم بسلامة الطيارين، لذا دعونا لا نتسرع في إصدار أي استنتاجات في هذه المرحلة، دعونا ننتظر التقرير النهائي».
يُمثل هذا الحادث تحديا لحملة مجموعة تاتا الطموحة لاستعادة سمعة شركة طيران الهند وتجديد أسطولها، بعد أن استحوذت عليها من الحكومة عام 2022.
وأقرت طيران الهند بالتقرير في بيان، وقالت الشركة إنها تتعاون مع السلطات الهندية، لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات.
أكد الخبراء أن الطيار لن يتمكن من تحريك مفاتيح الوقود عن طريق الخطأ، وتساءل خبير سلامة الطيران الأميركي أنتوني بريكهاوس: «إذا كانت قد تحركت بسبب طيار، فلماذا؟».
وأشار التقرير إلى أن المفاتيح انقلبت ثانية واحدة، وهو الوقت الذي يستغرقه تحريك أحدها ثم الآخر تقريباً، وفقاً لخبير الطيران الأميركي جون نانس. وأضاف أن الطيار لا يُطفئ عادةً مفاتيح التشغيل أثناء الطيران، خاصةً مع بدء ارتفاع الطائرة.
يؤدي الضغط على مفتاح التشغيل لإيقاف المحرك إلى إيقاف تشغيله فوراً تقريباً، ويُستخدم هذا الإجراء غالباً لإيقاف تشغيل المحركات بمجرد وصول الطائرة إلى بوابة المطار وفي بعض حالات الطوارئ، مثل حريق المحرك، ولا يُشير التقرير إلى وجود أي حالة طوارئ تستدعي إيقاف تشغيل المحرك.
وذكر التقرير الذي نُشر نحو الساعة 1:30 صباحاً بتوقيت الهند القياسي يوم السبت (20:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة)، أنه في موقع التحطم، عُثر على مفتاحي الوقود في وضع التشغيل، وكانت هناك مؤشرات على إعادة تشغيل المحركين قبل تحطم الطائرة على ارتفاع منخفض.
وعند سؤاله عن التقرير، قال والد الضابط الأول كوندر للصحفيين: «أنا لست من شركة الطيران»، رافضاً الإدلاء بمزيد من التعليقات خلال اجتماع صلاة عُقد لإحياء ذكرى طاقم الطائرة اليوم السبت في مومباي، حيث دارت مشاهد مؤثرة بين أقارب الضحايا.
شكر المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل، في بيان، المسؤولين الهنود على تعاونهم، وأشار إلى عدم وجود إجراءات موصى بها في التقرير تستهدف مشغلي طائرات بوينغ 787 أو محركات جنرال إلكتريك.
وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية أن أولويتها هي متابعة الحقائق من حيث تقودها، وأنها ملتزمة بالمعالجة الفورية لأي مخاطر يتم تحديدها خلال العملية، وأكدت بوينغ أنها تواصل دعم التحقيق وعميلها، الخطوط الجوية الهندية.
تحقيق الحادث
يقود مكتب تحقيقات الحوادث الجوية، التابع لوزارة الطيران المدني الهندية، التحقيق في حادث التحطم الذي أودى بحياة جميع الأشخاص البالغ عددهم 242 شخصاً باستثناء شخص واحد، بالإضافة إلى 19 شخصاً آخرين على الأرض.
تنجم معظم حوادث الطيران عن عوامل متعددة، ومن المقرر صدور تقرير أولي بعد 30 يوماً من وقوع الحادث، وفقاً للقواعد الدولية، ومن المتوقع صدور تقرير نهائي في غضون عام.
تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، وهما مسجلا صوت قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة، في الأيام التي تلت الحادث، وتم تنزيلهما لاحقاً في الهند.
وأفاد التقرير بأنه «تم الالتزام بجميع توجيهات صلاحية الطيران ونشرات خدمات التنبيه المعمول بها على الطائرة والمحركات».
كان تسجيل الدائرة التلفزيونية المغلقة للمطار من أحمد آباد قد أظهر في وقت سابق أن طائرة الخطوط الجوية الهندية ارتفعت إلى ارتفاع 650 قدماً بعد إقلاعها، لكنها فقدت ارتفاعها فجأة، وتحطمت في كرة نارية على مبنى قريب.
وذكر تقرير التحقيق أنه عندما فقدت طائرة دريملاينر ارتفاعها، لامست في البداية عدة أشجار ومدخنة حرق، قبل أن تصطدم بالمبنى.
وواجهت شركة الخطوط الجوية الهندية تدقيقاً إضافياً على جبهات أخرى بعد الحادث.
وقالت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إنها تخطط للتحقيق مع شركة الطيران الاقتصادي التابعة لها، إير إنديا إكسبريس، بعد أن ذكرت رويترز أن الشركة لم تلتزم بتوجيه لتغيير أجزاء محرك طائرة إيرباص A320 في الوقت المناسب وزورت السجلات لإظهار الامتثال.
وتعتمد الهند على طفرة في قطاع الطيران لدعم أهداف التنمية الأوسع، حيث تقول نيودلهي إنها تريد أن تكون الهند مركزاً عالمياً للطيران يخلق فرص عمل على غرار دبي.
(رويترز)