في 14 مايو أيار، ابتعدت أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ ما يُعرف باسم عواصف الهالوين عام 2003 عن كوكب الأرض، وتحركت صوب المريخ بعدما أضاءت أنحاء عدة من العالم بألوان الشفق القطبي المبهرة، لكن مخاطر مثل هذه الحوادث الكونية على كوكبنا عادت إلى الواجهة.
وبالنسبة للجهات المنوط بها حماية الأرض من مثل هذه العواصف الشمسية القوية فثمة مخاطر وتهديدات مستترة وراء كل هذا الجمال.
وقال مايك بيتوي من المركز الأميركي للتنبؤ بالطقس الفضائي «نركّز على التأثيرات الضارة المحتملة» للعواصف الشمسية مثل تعطيل شبكات الكهرباء والأقمار الصناعية أو تعرض رواد الفضاء لمستويات خطيرة من الإشعاع، كما أن ثمة مخاوف من مساهمتها في رفع درجة حرارة الأرض وتفاقم مشكلة تغيّر المناخ.
فماذا سيحدث إذا ضربت عاصفة جيومغناطيسية قوية الأرض؟
يقول بيتوي إن معظم بلدان العالم أدخلت تحسينات على شبكات الكهرباء فيها بما يحول دون انقطاع التيار لفترات طويلة مثلما حدث في السويد عام 2003 وكندا عام 1989.
ويكون رواد الفضاء على وجه الخصوص عرضة لمخاطر الإشعاع خلال فترات النشاط الشمسي، فرواد الفضاء الموجودون على متن محطة الفضاء الدولية يلجؤون إلى أكبر قدر ممكن من الحماية عندما تهب عاصفة قوية، لكن بيتوي يقول إن مستويات الإشعاع الناجمة عن العواصف الشمسية القوية لا تكون غير صحية.
وقال أيضاً إن الإشعاع يمكن أن ينفذ إلى بدن الطائرات التي تحلق قرب القطب الشمالي وإن بعض خطوط الطيران تغيّر مساراتها أحياناً في وقت العواصف الشمسية القوية لهذا السبب.
مخاطر الاحترار على الاقتصاد
تقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظروف الطقس القاسية والأحداث المرتبطة بالمناخ والمياه تسببت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 1.5 تريليون دولار خلال السنوات العشر التي انتهت بعام 2019 ارتفاعاً من خسائر بلغت 184 مليار دولار في سبعينيات القرن العشرين، ومن المرجّح أن تكون الأرقام الفعلية أكبر من ذلك لأن الكثير من الخسائر تمر دون تسجيل.
وينقل موقع المنتدى الاقتصادي العالمي عن تقرير المنظمة قوله إنه ما من مفر من التكلفة البشرية والبيئية الفادحة لأزمة المناخ وتأثير الظاهرة في حياة الناس وعمل الشركات.
وفي تقرير المنتدى للمخاطر العالمية لعام 2023 حل الفشل في التخفيف من تغيّر المناخ كأحد أبرز التهديدات التي تواجه البشرية، إذ وصفت نسبة 70 بالمئة من المشاركين إجراءات الاستعداد لتغّير المناخ أو درء هذا الخطر بأنها «غير فعّالة» أو «غير فعّالة إلى حد كبير».
وتكبدت الصين خسائر اقتصادية مباشرة بأكثر من 42 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 جراء كوارث طبيعية كالسيول والانهيارات الأرضية وعواصف البرد والأعاصير وفقاً للبيانات الحكومية الصينية.
وفي إفريقيا، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الكوارث بين عامي 1970 و2021 تسببت في خسائر اقتصادية بقيمة 43 مليار دولار، وأن موجات الجفاف تسببت في 95 بالمئة من حالات الوفاة، أمّا عن أوروبا فبلغت خسائرها 562 مليار دولار.
وبلغت خسائر قارة أميركا الجنوبية 115.2 مليار دولار وأميركا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي تريليوني دولار.
وخلصت تقديرات المناخ الأميركية إلى أن ظروف الطقس القاسية تكلف الولايات المتحدة في الوقت الحالي مليار دولار كل ثلاثة أسابيع، وأن متوسط الأضرار السنوية لها سجل 150 مليار دولار بين عامي 2018 و2022.