يتنفس نحو 99 في المئة من سكان العالم هواءً ملوثاً، ما يؤدي إلى نحو سبعة ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وربما هيمنت حرائق الغابات هذا الصيف في أوروبا وكندا والولايات المتحدة على عناوين الأخبار، لكن مثل هذه المستويات من التلوث هي حقيقة يومية من حقائق الحياة في أجزاء أخرى من العالم.

ووفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن ستة بلدان فقط تتحكم في نحو 75 في المئة من متوسط العمر المتوقع في العالم، وهي بنغلاديش والهند وباكستان والصين ونيجيريا وإندونيسيا.

وبينما يحتفل العالم باليوم الدولي الرابع للأمم المتحدة للهواء النظيف تحت شعار «معاً من أجل هواء نظيف»، تقول المنظمة إن الحاجة إلى شراكات عالمية واستثمارات ومسؤولية مشتركة لمكافحة تلوث الهواء مُلحة أكثر من أي وقت مضى.

ونظراً لأن الأشجار والغابات والمناظر الطبيعية حيوية لبقائنا على هذا الكوكب وللنضال من أجل عكس أزمة المناخ، نستعرض أربعة ابتكارات تابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي تهدف لتحسين جودة الهواء في العالم.

«أكاسيا إيكو».. إعادة الأشجار إلى الهند

تهدف شركة « أكاسيا إيكو» إلى زراعة الأشجار في المناطق الحضرية مثل المدارس والمصانع وقطع الأراضي المجتمعية، وزرعت حتى الآن أكثر من 825 ألف شجرة في 91 غابة حضرية، كما استعادت أكثر من 36.4 هكتار في هذه العملية.

وتستخدم الشركة طريقة ابتكرها عالم النبات الياباني أكيرا مياواكي، وتعتمد على زراعة الأشجار بالقرب من بعضها البعض لتجنب فقدان التربة السطحية بسبب مياه الأمطار.

مشروع أكاسيا إيكو لإعادة الأشجار إلى الهند.

وأثبتت هذه التقنية نجاحها في ظروف التربة والمناخ الأكثر سوءاً، كما يمكنها إنشاء غابات حضرية سريعة النمو ومكتفية ذاتياً في غضون عامين.

يأتي ذلك في ضوء تعهد الهند بزيادة غطائها الحرجي إلى 33 في المئة بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 25% اليوم، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.

زراعة شبكة من الغابات الصغيرة

زرعت منظمة «إيرث ووتش يوروب» أول غابة صغيرة في المملكة المتحدة قبل ثلاث سنوات في ويتني، ومنذ ذلك الحين أنشأت أكثر من 200 غابة حضرية في جميع أنحاء البلاد.

والغابة الصغيرة عبارة عن غابة محلية كثيفة وسريعة النمو تعتمد على طريقة مياواكي، وتقول منظمة «إيرث ووتش» إنها تحدد المواقع المناسبة في المناطق الحضرية، ثم تتعاون مع المجتمعات المحلية لزراعة غاباتها وصيانتها ومراقبتها بمرور الوقت.

وفي عام 2022، تطوع أفراد لمراقبة 80 غابة صغيرة، كما شارك في ذلك نحو 3500 عالم، وشمل ذلك الشبكة الوطنية للبرنامج المكونة من متطوعي منظمات الحفاظ على الأشجار وأعضاء المجتمعات المحلية والمدارس والشركات.

منصة «سوغي» للاستثمارات الخضراء

تساعد منصة «سوغي» المستثمرين غير المحترفين على اكتشاف وإدارة التأثير المناخي لمحافظهم الاستثمارية، من خلال مساعدتهم على إيجاد مجتمعات صانعي الغابات الذين يقومون باستعادة النظم البيئية حول العالم.

وموّلت الشركة أول غابة صغيرة مزروعة في المناطق الحضرية (أو ما يعرف بالغابة الجيبية) في بيروت مايو أيار 2019، والآن لديها 160 غابة حول العالم، بما في ذلك الكاميرون والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.

وخلال عام 2022، بلغت المساحة الإجمالية للغابات المزروعة 93,905 أمتار مربعة، وتضم 237,411 نباتاً، كما زادت مساحة الغابات المملوكة لأفراد أيضاً لتصل إلى نحو 661.3 متر مربع، مقارنة بنحو 396.3 متر مربع بين عامي 2019 و2021.

وبمساعدة منصة «سوغي» يمكن للجهات المانحة استثمار ما لا يقل عن خمسة دولارات والاشتراك للتبرع بانتظام أو تقديم مساهمات لمرة واحدة.

طباعة مناظر طبيعية ثلاثية الأبعاد

أنشأت شركة «أوربان ريف» الهولندية الناشئة منحوتات مطبوعة ثلاثية الأبعاد مصنوعة من مواد حية مثل الفطريات، وجرف الأنهار، والأصداف البحرية والطين، لزيادة التنوع البيولوجي في المدن.

وهذا الابتكار يمكنه امتصاص الماء والتكيف بالشكل الذي يمكن مجموعة واسعة من النباتات والحشرات والحيوانات من العيش والازدهار في المدن.

وقال المؤسسان المشاركان، بيير أوسكام وماكس لاتور، في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي «نحتاج إلى إعطاء مساحة أكبر للحياة البرية والطبيعة.. ولتحقيق هذه الغاية، فإننا ننظر إلى المدن باعتبارها مناظر طبيعية حية».